هُنا الأقصى،
يَقولُ مذيعُ أخبارٍ بنشرتِهِ المسائيةْ،
هُنا بابٌ إلى الرّحمنِ مَفتوحُ
هُنا الأطفالُ في الليلِ المَصابيحُ
هُنا التّاريخ منقوشٌ على حَجَرٍ وكُوفيّةْ
هُنا دَمعُ النّساءِ يسيلُ أدعيةً
فلا تبكوا
كما تبكي التَّماسيحُ
***
هُنا الأقصى
هُنا يَتَحَدّثُ اللّيمونُ عن رَجُلٍ
إذا صلى بساحَتِهِ
يَؤمُّ وراءَهُ أملاً
وَيقرأ بعدَ “فاتحةٍ” مِنَ ” الإسراءِ “:
” سُبحانَ الذي أسرى ….. “
فَتَركَعُ خلفَهُ الجُدرانُ
والراياتُ …. والماضي
وقنبلةٌ دُخانيّةْ
***
هُنا الأنّاتُ
والآهاتُ
كلُّ صدًى
لجرحٍ صاعِدٍ للهِ من ألمٍ، تَسابيحُ
هُنا الأبوابُ، إيمانٌ يُفَتِّحُها
وأنتمْ يا مُسوخَ الأرضِ
مَا مَعَكُمْ مَفاتيحُ
***
مِنَ الأقصى،
أليكمْ آخرَ الأخبارِ فاستَمعوا
وأدري أنَّ نَشرَتَنا
سَتُغضِبُ بعضَ عُربانٍٍ
وتُطرِبُ بعضَ أحرارٍ كأنهمُ سَيَستَمِعونَ أغنِيّةْ
يَقولُ النّاطقُ الرّسمِيُّ باسمِ مَزارِعِ الزّيتونِ
كانَ الليلُ مؤتَلِفا مَعَ الأضواءِ في الأفُقِ القريبِ وكانَ
ثَمَّ صهيلُ صاروخٍ يَسيرُ لِعُمقِ تَلِّ أبيبَ
مُعتمرًا قضيتَهُ
تُبارِكُ سيرَهُ الرّيحُ
وكانتْ في المُقابِلِ قبّةٌ صفراءُ في الأقصى
تُضَلِّلُ قبةً أخرى حديديةْ
فَسالَ الصّوتُ مِن ثَغرِ السّماءِ يقولُ:
إنَّ الذّئبَ مجروحُ
فيا خرفانَ أمّتِنا
يقولُ المسجدُ الأقصى
هنا نحتاجُ أفعالاً
فليسَ تُحرِّرُ الأقصى تَصاريحُ؟
===
أنس الحجّار