هل غيّبَ الزلزالُ قومًا أم بدا
في الأُفْقِ فجرٌ من ضميرٍ لا نراه ؟!

حضنتْ عيونُكَ دمعةً بالكادِ أو
هولَ الذّهولِ يشُقُّهُ رعدُ انتباه ؟!

أم صُوِّبتْ للموتِ وسْط العجزِ
صرْخاتٌ رهيباتٌ وبعد الصّمتِ آه ؟!

لم يبقَ في قلبٍ صبيٍّ غيرُ
إعصارٍ بلونِ الدّجْنِ شُلّتْ مُقلتاه

مَنْ كان ملءَ الأرضِ والدنيا حياة
قد صارَ مكبولا وموصود الشِفاه

مَن كان يرفُلُ منذ آنٍ في قواه
ما عادَ إلا محض شِلْوٍ أو حصاة

مَن كان يبطشُ بطشَ جبّارٍ مُباه
قد باتَ لا حوْلاً ولا طَوْلاً تراه

عنتِ الوجوهُ لربِّها وتذلّلت
والكونُ أدرك مَدُّهُ الأعتى مَداه

دقّاتُ ساعاتِ الزّمانِ توقّفت
وتحجّرتْ في ثوبِها البالي خُطاه

لم يبقَ إلا للضّلولِ ضلالُهُ
ولِمنْ أضاءَ النّفسَ بالتّقوى تُقاه

حمدي الطحان