شطآنُ لاجدوى ، وطفلٌ يلعبُ
يبني القصورَ برملِها ، ويُخرِّبُ
يعدو فيتبعُه شريطُ مباهجٍ
متوضئاً بدموعهنّ المَغربُ
ليصيدَ أحلامَ الفراشاتِ التي
طارت ، ولو أن الرفيفَ يُعذِّبُ
هيَ فكرة المدح القديمةُ ، لم أزلْ
أرعى ثعالبَها ، وقلبي أرنبُ
لوكانَ دمعي عاقلاً ، لنسيتُها
وكتمتُ ، لو أنّ العذابَ مؤدّبُ
لكنها أُمّي ، اكتظاظي بالرؤى
ومَعينُ معنايَ الذي لاينضبُ
***
أُمّي دليلُ الذاهبينَ إلى الندى
إن نام نجمٌ ، أو تثاءَب كوكبُ
هي ربة العسلِ المقيمِ ، بلادُها
نحلٌ لأجلِ رحيقهِ يتغرّبُ
الليلُ ناضلَ كي يشابهَ ثوبَها
والصبحُ من يدها شهيٌّ طيبُ
أمّي دفاترها الشموسُ ، ووحدها
كتبتْ على الأضواء مالايُكتبُ
جمهورها طَيرٌ يلمُّ قصيدة الـ
خُبزِ الذي مِن كفّها يتوثّبُ
والصيفُ أمي في حديث النخلِ للـ
فقراءِ ، هل من طعم أمي أطيبٌ ؟
هي أوّلُ الشعرِ الذي من مائهِ
شربَتْ سعادٌ ، واستحمّتْ زينبُ
أمي حقيقيُّ المديح ، وقبلها
كلّ المدائح في النساءِ تكَسُّبُ
أمّي التغزّلُ في بدايةِ ميلهِ
لقصيدةِ الغزلِ التي لاتكذبُ
وإطارُ أُمي – وهي لوحةُ بهجتي –
سجادةٌ شاختْ ، وظهرٌ أحدبُ
أمّي لشُبّاكِ النبيِّ قريبةٌ
وإلى رحاب الله أمي أقربُ
أمّي طواف الخيرِ ، مكّةُ غيمهِ
ولهجرة العصفورِ أمي يثربُ
وهيَ اعتذار الريح إذ تبكي على
الورق الذي بمرورها يتقلّبُ
وجبين أمّي أسطرٌ مخطوطةٌ
بأصابع التعَب الذي لايتعَبُ
وبرغم قافلة الندوب بقلبها
لم تعترف أنّ الزمانَ مدبّبُ
د.جاسم محمد جاسم / العراق