مـرَّ عـام بـنا سـريـعـا شــقيّـاً 
وطويـنـا مـراحـل العـمر طـيّـاً
ولـهيـنـا حتـى مضـى كـخـيـال 
زارنـا ثـم صـار شـيـئـا خفــيّـاً
مـا انتبهـنـا مـن غفلـة وغـبـاء 
واسْتَطَـبْـنَا عيـشا رديئـا شجيّـاً
وأضـعنـا الأوقـات فـي هذيـان 
مـا صنعـنـا بـرا ولـم ندر شيّـاً
كـم رجـونـا وكـم طلـبنا ولكـن 
رحـل العـام مـا بلـغـنـا رقـيّـاً
قـد قضـينـاه في لـذائـذ لـهـو 
نتبـع الـنـفـس غـدوة وعـشيّـاً
إنـنـا نـجـري مـن وراء سـراب 
مـارأيـنا عيـشـا رغيـدا صـفيّـاً
وبـكينـا حلما نـأى عـن نفـوس
وغـدى اليـأس بعد بُعْدٍ جـلـيّـاً
أيـهـا الـعام لا رجـعـت إلـيـنـا 
قـد تعـبنا ومـا شمـمنـا زكـيّـاً
انـقَضَـيْتَ بسرعـة فـي ذنـوب 
وحـملـت الأوجـاع لست هـنيّـاً
أيـها الـعام قـد رحـلت عبـوسا 
تـاركـا فيـنا الهم تجـري جريّـاً
إنـنـي بعـد أن أضـعت زمـانـا 
سادم أبكي الدهر ما دمت حيّـاً
هـكذ العمر خطـوة بعـد أخرى
نحو يوم الـمعاد نلـقى الوليّـاً
يـا إلـهـي إذا أسئْـنـا صنيـعـا 
إنـنـا نـرتـجـي كريـمـا وفـيّـاً
فـاغفر الـذنب حَقِّقَنْ أُمْـنِيَـاتٍ 
قـد هفونـا لكن رجونـا سخيّـاً
رشيد بولحسين