ما العيدُ يا عيدُ والأحلامُ تستَعِرُ
كانتْ على أرضِنَا كالوردِ تزدهرُ
كالطفلِ يستدرجُ المغنى لِينصِتَ أو
كانت كأُرجوحَةٍ .. يلهو بها القَمَرُ
كانتْ هُروبًا جميلا خلفَ واقِعِنا
تُجاوزُ الحال إِنْ أوهى بهِ الوَطَرُ
و اليوم من يأسِنا أضحتْ كقنبُلَةٍ
إنَّ الأمانيَّ بعدَ اليأسِ تنفجرُ
حسَّاسَةٌ مثل ُ لُغمٍ داسَهُ عِوَزٌ
موقوتةٌ حينَ يطغى الجوعُ و الضَجرُ
ماحيلةُ البُسطاءِ القائمينَ على
أحلامهمْ في فقرِهمْ إِنْ مسَّها خَطَرُ
يا عيدُ إنَّا بَنو الأحلامِ تالِدَةً
فهل نبيعُ أبانا إِنْ دهى الحَذَرُ
تَعيشُ فينا من الإحباطِ عاجَزةً
من شدَّةِ الظلمِ والأرواحُ تحتضرُ
ما ماتَ حلمٌ و إِنْ قد ماتَ صاحِبُهُ
و كم طوى قاتلٌ في أرضنا الخَبَرُ
وَ لِلطغاةَ .. كوابيسٌ تُؤرقِهُمْ
تنسلُّ في إثرهِمْ موتًا إذا اندَثَروا
راحوا بعيدًا مَع النسيانِ و انقرضوا
لم يبقَ منهم وَ لا من ذكرِهِمْ أثَرُ
رأيتُ أجسادهمْ صارتْ كمقبرَةٍ
إن المقابرَ في البلدانِ تَنتَشرُ
شواهِدُ القبرِ أكتافُ و جُمجٰمَةٌ
تحكي لنا عن حكاياتٍ لمنْ قُبِروا
هذي الشعوبُ بلا روحٍ و لا حُلُمٍ
أتسألونَ لمَ الثوراتُ تَستعرُ ؟!!
لا تَسألوا فالخِياراتُ التي مَعَِهُمْ
صِفرٌ ، سيعوي بها الإعصارُ إِنْ صَفروا
هل يا تُرى يَخسرُ المظلومُ من غضبً
أو ثارَ إنْ كانَ في الحالَينِ يُحتقَرُ
تكفي مُحاولة ُ الإحياءِ ما بَدأوا
ما الفرقُ إن ماتَ أو إِنْ عاشَ مُنتَحرٌ
لا تكرهوا هذه الأحلامَ في وَطَني
تَوقَفوا .. إنَّها في وضعهم قَدَرٌ
_____________
سمير محمد