الله أكبَرُ قد صلَّت حناجرُنا
كالرَّعد تمحَقُ أصوات الثَّعابينِ
***
الله أكبَرُ دوَّت من مآذنِنا
في القدسِ تكسرُ أسوارَ الزّنازينِ
***
يسمو بها عَبَقُ الأشهادِ شامخةً
بين الغمام وفوق البدر تُعْليني
***
تغزو مسامِعَ صُهيونٍ فتُرْهِبُه
إنَّ الأذانَ سلاحٌ في الميادين
***
تَحطُّ بين سَوادِ الظّلم تأكلُهُ
بالنور تُوقِظُ أمجاداً كحطّين
***
تكسو جدائِلَ أرضي في الثَّرى أملا 
بالحبّ تعزفُ ألحان الرياحين
***
تمضي بأشْرِعةِ الأوجاعِ صابرةً
في عصفِ موْجِ حقيرٍ في فلسطينِ
***
تعلو بهامِ رِجالٍ في الوغى صبروا
ما ضرَّهمْ بِرحاب الموت صهيوني
***
نَغْماتُ صمتِ جبانٍ خلفَ أسلحةٍ
فاقت نحيبَ خرافٍ في القرابينِ
***
بالرُّعب ترقصُ ساعات الرَّدى طَرَبا
لما تَقطَّعَ أعدائي بسكِّيني
***
بالدَّعس تُرْصَفُ ساحاتُ الفِدا جُثَثا
ذاك العناقُ…لُقدْسي سوفَ يُدنيني
***
هذي البلادُ جنانُ الكون نحفظُها
بالرُّوح…درعُ هِرقْلٍ لا يُضاهيني
***
إنْ كنت تَرهَبُ من موتٍ يغازلُكُم
فالموتُ من نَبَضات العزِّ يُحييني
***
نفسي الفداءُ وذا نَعشي أُنَسِّجُهُ
من زهرِ أرضي ومِن تيني وزيتوني
***
من ريشِ أجْنِحةِ الفينيقِ أفْرشهُ
بالعطر غازَلهُ سِدْري وليموني
***
إنْ جفَّ حُبُّكِ فالآهاتُ ترويني
نِعم الرَّواءُ…بلادي إذْ تناديني
***
طفلي يرقّصُ آلاتٍ لكم نزفتْ
من نارِ غضْبةِ حرٍّ ثار للدّينِ
***
للقدس…يَنْزفُ فيها ألفَ ملحمةٍ
مَنْ للحرائِرِ إنْ نامتْ شراييني؟!
***
فخراً تسطِّرُ أقلامُ الوغى ألمي
ثأري ويعصف نارًا كالبراكينِ
***
يوما ستُهزمُ…والأغلالُ يصدعُها
نصري…بفجرِ بلادي…بالميامينِ
***
إن كان يُخرِسُ صوت القصفِ برْغشةٌ…!!
فالله أكبرُ لن تخبو "بتطنينِ"
______________
بهاء الدين محمد أبو جزر