كيف  تحولت الهزائم المنكرة إلى انتصارات عظيمة
د صالح نصير
كثيرا ما نقرا أخبارا تحمل انتصارات وإنجازات، ثم لاتلبث أن تنفجر هذه الفقاعة مخلفة وراءها الكثير من الألم والإحباط. ويبدو أن الإعلام المؤدلج والمسيس يقوم بدور تلميع وجوه وشخصيات سياسية ودينية وعلمية من أجل "تخفيف" الاحتقان والغضب لدى أبناء الأمة.
فقد تكون مصافحة لزعيم أو لقاء تلفزيوني أو ظهور امبراطوري لزعيم "فقاعة" مظهرا من مظاهر الانتصار. بل إن مقالة "مدفوعة الأجر" تنشر في صحيفة غربية أو خبر تأتي عليه محطة عالمية تمدح هذا السفاح أو الظالم تعد انتصارا وإنجازا.  وأكاد أجزم بان هذه الفقاعات تتم صناعتها بحيث تبدو حقيقية للكثير من المحبطين الذين يحسنون الظن جهلا أو سذاجة. فعبر تاريخنا الحديث راينا فقاعات امت صناعتها على أعين مايلز كوبلاند ورجاله  من أمثال عبدالناصر والقذافي وحافظ وغيرهم على صعيد السياسة. أما على صعيد رجال الدين او الوعاظ فرسلان وحسان وعمرو خالد ووسيم وحتى القرني والسديس والمغامسي "النسخة الأحدث" نماذج لهذه الصناعة. وفي الفن راينا عادل إمام ويسرا ودريد لحام وغيرهم يمثلون دور "الوطنيين" و"العروبيين" في مسرحياتهم وأفلامهم. وفي الإعلام راينا هيكل و نافع وسعدة ومكرم والدخيل والعمير. وفي النسخ الأكثر جدة نجد أحمد موسى وأديب وتامر وابراهيم عيسى والدويهي وآل سلطان وغيرهم.  وقد درات الايام لتكشف زيف هذه الوجوه ولترينا كيف تمت صناعة هؤلاء ليكونو مجرد "محللين" لأنطمة القهر والفساد والإجرام، وليساهموا في تزييف الوعي العربي والإسلامي، متخذين من المنابر الدينية و الإعلامية و الفنية وسائل "لتبييض" الوجوه الكالحة التي دمرت وما زالت تدمر الأمة.
هذه النماذج صنعت على مدى الخمسين عاما الماضية زيفا وغطت على القبائح وحولتها إلى حسنات وفضائل. 
وللأسف أن غياب الوعي الحقيقي يسمح بمرور هؤلاء إلى قمة الهرم في صناعتهم، ويصبحون عند الجهلة "مشاعل" الانتصار والهداية والإنجاز.