تَطَرّزتُ فوقَ تُرابكِ عُشْبا 
وحَلّقتُ تحتَ سمائكِ سُحْبا
وقلتُ لعينيكِ مـا ليسَ يُحكى 
قصـائدَ شعرٍ تـَوهَّــجُ حُبّــــا
وصلّيتُ في معبدِ النـورِ عَبْداً
وخاطبْتُ فيـكِ نبيّـاً وربّـــــا
ففيكِ الهــوى ديـنُ كل الحيارى
وفيـكِ يكـونُ الشهيـدُ مُحبّـــــا
لأنتِ دمي حين ينفثُ زهـراً
وصوتي إذا أنشدَ اللحنَ عَذْبا
وقُبْلـةُ قلبي وقِبْلةُ روحـــــي 
شمالاً جنوباً وشـرقاً وغربا
رأيتُكِ رهْنَ ليالي الضيـاعِ 
تُقاسينَ جوعـاً وبؤساً ورُعبا
رأيْتُ خناجرهم مُشْرعـــاتٍ 
لتتركَ فوقَ خـدودكِ نَدْبـــــا
رأيتُ الحمـامَ على راحتيْـكِ 
يئـنُّ ويُذبــحُ سَربـــاً فسرْبـا
ويُصْلَبُ فوق المآذنِ، قولي: 
متى كـان نَـوْحُ الحمائمِ ذنْبا
متى كـان نايُ المُغنّي حراماً 
متى كانَ جُرْحُ القصيدةِ كِذْبا
أرى اللــوزَ يـخــنقُ نُــوّارهُ
ويطـرحُ دمـعَ الهزائمِ حَبّــــا
وزيتـونةُ الدار خــاب نداهـا 
وجُزّتْ فصـار سلامُكِ حربا
أيا قدسُ يا امرأةً في الأغاني 
تتيهُ وفي ليلةِ العُـرْسِ تُسْبى
خذي شرّحي بالمباضعِ جسمي
وفيه اسلكـي للسماواتِ دربا
سقاكِ الإلــهُ بملءِ يديـــــــهِ 
وصبَّ عليــكِ من الماءِ صبّا
وغنّتكِ فيروزُ يوم ارتعشـتِ 
بنفحِ نسيمٍ من الأرزِ هَبّـــــا
عليكِ السلامُ ومنــكِ السلامُ 
وفيكِ السلامُ بلاداً وشعبــا
____________
كامل ياسين