بِمَ يا يَراعُ عَلى الْأَسى سَتُعَلِّقُ *** وَعَلى قَوافيكَ اللِّئامُ تَحَلَّقوا

وَتَفَرَّقَتْ بَيْنَ اللِّئامِ دِماؤُها *** فَدَمُ الْقَوافي دونَ ذَنْبٍ مُهْرَقُ

أَمْسَتْ مَشاعًا لِلُّصوصِ قَصائِدي *** وَبَناتُ أَفْكاري سَباها الْأَحْمَقُ

وَلَسارِقو الْأَفْكارِ أَكْبَرُ جُرْمُهُمْ *** مِمَّنْ قَصيدي قَصْقَصوهُ وَأَلْزَقوا

يا سارِقي الْأَشْعارِ تِلْكَ فَضيحَةٌ *** بِكُمُ عَلى مَرِّ الزَّمانِ سَتَعْلَقُ

لَوْ كانَ هذا الشِّعْرُ مالًا رُبَّما *** كُنْتُ الْقَوافي بَيْنَكُمْ سَأُفَرِّقُ

لكِنَّما الْأَشْعارُ بَعْضُ بَناتِنا *** مَنْ ذا بِبَعْضِ بَناتِهِ يَتَصَدَّقُ؟!

يا مَنْ رَماني بِالتَّكَبُّرِ جَهْلُهُ *** وَبِرُغْمِ فَعْلَتِهِ أَتى يَتَمَنْطَقُ

ما ثَمَّ كِبْرٌ في فُؤادي، إِنَّما *** حاشى أَذِلُّ وَفِيَّ نَبْضٌ يَخْفِقُ

وَهَلِ التَّواضُعُ في سُكوتي إِذْ أَرى *** وَغْدًا ظُهورَ قَصائِدي يَتَسَلَّقُ؟!

لَوْ كُنْتَ تَعْرِفُ ما الْحَياءُ أَتَيْتَني *** نَدْمانَ مُعْتَذِرًا وَرَأْسُكَ مُطْرِقُ

لكِنَّ ماءَ الْوَجْهِ غيضَ فَما لَهُ *** أَثَرٌ وَإِذْ بِكَ جاهِلٌ يَتَحَذْلَقُ

قَدْ كُنْتُ أُنْكِرُ أَنَّ قَلْبي شاعِرٌ *** حَتّى عَلِمْتُ بِأَنَّ شِعْري يُسْرَقُ

وَالْمِسْكُ مَهْما تُخْفِهِ قارورَةٌ *** فَشَذاهُ، رُغْمَ الْحاسِدينَ، سَيَعْبَقُ

جواد يونس