جـلست أكـتب فـانهالت على قلمي
قــصــيـدة ولــــدت بــالـنـور والــنـغـم
لا شـعـر يـأتـي عـلى الإرغـامِ نـجبره
فـالـشعرُ يـأتـي كـشـلالٍ مـن الـقممِ
روحـــي تــوثـق اشــعـاري وتـكـتـبها
بـالعطر حـينا و حـينا تـستقي بـدمي
قـصـيـدتي بــحـروف الــنـور ارسـمـها
الـشمس تـصحبها فـي مـوقع الـنَجِم
قـــــرأت ذكـــــر حــبـيـب الله انــثــره
أريــج عـطـر كـلامي فـاح مـلء فـمي
أردد الــلــحــن أشـــواقــا وأرســـلــه
عـبـر الـقـوافي بـعـطر الـذكـر لـلقمم
مـحـمـدٌ يـــا رســـول الله خـيـر نـبـي
صـلَّـت عـلـيك جـموع الـناس واﻷمـم
قــد كــان ذكــرك لـلأجـيال مـا عـرفوا
ديــن الـهـداية مــن قـبـل ومـن قـدم
ديـــنُ الـحـبـيب رســـالاتٌ و انـظـمـة
تــســود كـــل قـوانـيـنٍ كــمـا قــيـم
تــركـت فـيـنـا عُــرى الاديــان واثـقـة
مـــن سـنـة وكـتـاب الـحـق مـحـتكم
سـبحان مـن خـلق الأكـوان فـي قدرٍ
فــكــلُّ مــلــكٍ لـغـيـر اللهِ لـــم يـــدمِ
سـنَّـوا الـسـيوف أرادوا لـلحبيب ردى
اعـمـاهم الله فــي عـيـن وفـي قـدم
بـالـكهف يـصـحبُ صـدّيقا عـلى جـبل
والـخـيـطُ أعــجـز أقــوامـا بـــلا ذمــم
حــمـامـةُ اﻷيــــك بــاتــت لا تــغـادره
رعــايـة الله تـحـمـي هــجـرة الـعـلـم
هــجــرت قــومــك أيــامــاً لـتـنـقذهم
مـــن الـجـهـالة عــبـادا لـــذا الـصـنم
وصــلـت يــثـرب واﻷنــصـارُ فــي وَلَــه
عـلـيـك يـــمﻷ أكــوانـا مـــن الـعـظـم
آخـيت مـن هجروا من مسلمين بمن
نــالــوا الـكـرامـة أخــوانـا ذوي نــعـم
والــيـوم يــا سـيـدي والله أشـهـدهم
قـــد شـتـتوا بـرحـاب اﻷرض كـالـبُهُم
هـــــدَّت بــهــم فــتــنُ الله يـعـلـمـها
والـجهل أغـرقهم فـي غـيهبِ الـظُلَم
مــعـراج قـدسـك مـأسـورٌ ومـسـجده
يـا سـيد الـخلق ادرك مـوطئ الـقدم
الـقـدس تـقبع فـي أسـر الـيهود ومـا
رفَّت لهم عين قاسي القلب في ندم
فــي الـشـام قـطّـعهم قـطاع أرصـفة
والــريـح تــأخـذ أطــفـالا إلـــى يُــتـم
والـجـسم فــي يَـمَنٍ أوصـاله قـطعت
مـا كـان فـي ألـم أمـسى عـلى ألم
دمــاء طـفـل بــلا ذنـب تـراق سـدى
ونــحــن نــرقــد امــواتـا بـــلا هــمـم
مــــــن لــلـقـتـيـل إذا ارداه قــاتــلــه
والـقـتلُ أدركــه فــي اﻷشـهر الـحرم
حــربُ الـطـعان قـتـالٌ نـحـن نـشهده
نــبــوءةٌ ســبـقـت لـلـوحـي بـالـقـدمِ
شـدّوا الـركاب على المهماز وانطلقوا
نـحـرر الـوطـن الـمسلوب مـن سَـقم
فـالأُسـدُ تـأكـل أطـيـابَ الـلحومِ عـدا
الـضـبـع يــأكـل أجـيـافـاً مِـــن الـرمـم
هــل يـسـمعون نــداء الـحـقِّ نـطلقه
أم يُـضـربون عـلى الآذانِ فـي صـمم
أهــــل الــمــروءةِ حــفــاظٌ لـعـزتـهـم
عـند الـمواقفِ لا خـوفٌ عـلى الـرحمِ
يـا سـيد الخلق عد للخلق في عجل
يــا سـيـد الـخـلق عـد لـلخلق كـلهم
______________
عبير أحمد الخضرا