في الشّامِ
تَحْتَضِرُ الحَياةُ تأنُّ رَغْمَ أنينِهَا
وَ المَوْتُ يَهْطُلُ ،
… لَسْتَ تُدْرِكُ أيَّ نَاحِيةٍ يَكُونُ ..
يَظَلُّ يَبْحَثُ فِي الرّكَامِ وَ بَيْنَ أقَبِيةِ المَسَاجِدِ
لَا يَرَى أحَدَاً
فَيَسْألُ نَفْسَهُ – عَبَثاً – تُرَى مَاتُوا ؟!
يَهُزُّ برَأسِهِ .. كَلّا
فَيَبْحَثُ مَرّةً أخْرَى
عَسَى يَلْقَى هُنَا طِفْلاً رَضيعاً أوْ عَجُوزاً مَا هُنَالِكَ لَمْ يَمُتْ بِرَصَاصَتَيْنْ

فِي الشّامِ تَلْقَى – إنْ لَقيتَ – جَنَازةً
فَالكُلُّ مَوْتى
رُبّمَا لَمْ يَأتِ بَعْدُ أوَانُ بَعْضِ سَوَادِهِمْ
لَكنّهُ سَيَمُوتُ حَتْمَاً إنْ رَآهُ المَوْتُ مُخْتَبِئاً بِهَا مَا بَيْنَ هَرْوَلَةٍ وَ بَيْنْ

فِي الشّامِ
تَيْكيهَا السّمَاءُ بِوَابِلٍ مِنْ خَاطِفَاتِ الرّوحِ
فِيهَا حَيْثُمَا وَلّيْتَ وَجْهَكَ
سَوْفَ تُبْصِرُ جُثّةً ..أوْ صَرْخَةً
صَمْتٌ يُحيلُ هُدُوءَهَا صَخَباً عَلَى خَدِّ الشَّوَارعِ وَ الجَوامِعِ
في الحَقيقَةِ ..
لَيْسَ كُلُّ سَكينَةٍ تَعْني الأمَانَ !
فَأنْتَ تَسْكُنُ إنْ أصَابكَ هاجِسٌ بالتّيهِ أوْ أوْجَسْتَ في كَفّيْكَ أينْ

في الشّامِ لَا لَيْلٌ وَ لَا صُبْحٌ
أنَا أعْني بأنَّ اللّيْلَ فيهَا وَارِفٌ .. وَ الكُلُّ مَوْتى
كَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ يَمُوتْ ؟!
فَيَظَلُّ هَذا الصّبْحُ يَبْحَثُ في البَقايَا عنْ شَهيدٍ لَمْ يَمُتْ حَتّى يَراهُ لِكيْ يُحَاورَ لَيْلهُ
وَ يقولَ : صَهْ !! ..
قِفْ هَهُنَا .. حَدّقْ بنَفْسِكَ كَيْ تَرَى مَا لا يُرَى مِمّا رَأيتَ وَ لَا تَراهْ .
حَدّقْ بنَفْسِكَ كَيْ تُدَوّنَ بَعْضَ مَا يَجْري
فَقَلْبي ضَاعَ منّي حينَ أبْصَرْتُ الشّهيدَ عَلى حُدودِ الدّوْلَتينْ

في الشّامِ
أبْوابُ السّمَاءِ تَضُجُّ
تَفْتَحُ للجَميعِ طَريقَهَا
مَا ضَيْرُ ذَلكَ – إنْ أبيدُوا – إنّمَا
– دَقّقْ قَليلاً – سَوفَ تُدْرِكُ أنّهُمْ لَمْ يَخْسَرُوا
خَتَمُوا عَلى وَجْهِ الزّمَانِ بِقَطْرَتَيْنِ
فَكَيْفَ يَخْسَرُ مَنْ حَباهُ اللهُ كلَّ جِنَانِهِ مِنْ دُونِ كُلّ العَالَمينَ بَقَطْرَتَيْنْ ؟!
شعر:محمد سلامين