فقرٌ … وصبرٌ

إن يقبـضِ الخوفُ والإذلالُ ناصيتي
فكيف أصفحُ عن خذلانِ من تَبـِعـا؟

أو يسكنِ الجـوعُ في أركانِ أقبيتي
فهل أسامـحُ أمعـاءَ الذي شبِعـا ؟

حسدتموني على قـرشٍ بمحفظتي
ولم تبـالـوا بمليــاراتِ من طمِعــا

بكى العيــالُ على خـبـزٍ وأرغفــةٍ
ومـا وقفتُ حطامـًا باكيــًا جزِعـــا

أنا العفيـفُ وحسنُ الخلْقِ مِنسأتي
فتاتُ خبزي على الأطباقِ قد فزِعـا

إن كنـتُ أبغي قُريشـاتٍ لتسترَني
فلسْتُ في عُرفِ هذا الحقّ مبتدِعـا

أصداءُ صوتي على الآمادِ ترجعُ لي
ما أحدثَتْ صرختي وقعًا بمن سمِعا

أكادُ أهـربُ… من أشبــاحِ عائلــةٍ
ما كانَ ضيقٌ بها في العمرِ مُتّسِعـا

وكيف تُثْرى جيـوبٌ من جنى عمـلٍ
إن كنتُ شهمًا عفيفًـا صادقًا ورِعا؟

لكنـّهُ الصّبرُ في النكساتِ يُسنِدُني
والصّبرُ عُكّازُ مَن…مِن جلدِهِ انتُزِعا

ماذا على الطفلِ إن تفطمْهُ والـدةٌ
قبـل الأوان إذا … أنـاتـِهِ رضِعــا

ريما البرغوثي