( عيدٌ بأيّةِ حالٍ عدتَ با عيدُ)
لا الدارُ داري ولا أهلي لهم عيدُ
ولا تأرْجحَ طفلٌ عند لُعبتِهِ
ولا تزيَّنَتِ النّسوانُ والغيدُ
فكلُّ دارٍ لها غالٍ تُشَيِّعُهُ
وكلُّ دارِ بها همٌّ وتسهيدُ
وأيُّ عيدٍ ! فكم ثكلى مفجَّعَةٍ
وكم يتيمٍ وعيشُ اليُتْمِ تَنْكيدُ
وأيُّ عيدٍ وأقصانا تُهَدِّدُهُ
تلكَ المعاوِلُ ظُلْماً والأخاديدُ
حتّى الصّلاةُ بِهِ باتَتْ مُقَيَّدةً
حتّى الطّريقُ إذا يمَّمْتَ موْصودُ
فمن يُضَمّدُ هذا الجُرْحَ غيرَكُمُ
يا قَوْمَنا أنتُمُ الصّيدُ الصَّناديدُ
يا عُرْبُ كانتْ بِوجهِ الشّمس رايتُكُمْ
والعزْمُ شيمتُكم والبأسُ والجودُ
هُبّوا فَحِطّينُ ما زالت تُحالِفُكُمْ
شُدّوا العزائمَ حبلُ النّصْرِ مَمْدودُ
كم بُحَّ صوْتي ويرْتدُّ النِّداءُ صدىً
وليسَ يُسْعِفُ بالتاريخِ تَمْجيدُ
وعصرُنا قلَبَ الميزانَ في صَلَفٍ
فالحُرُّ ذُلَّ وذاكَ العبدُ معْبودُ
لن تُشْرِقَ الشَّمْسُ إلّا حينَ يجْمعُنا
قلبٌ تَوَحّدَ والإيمانُ تَوْحيدُ
يا طفلُ سجّلْتَ في الأسفارِ مَلْحَمَةً
الخيرُ فيكَ معَ الأيّامِ مَعْقودُ
وبالحجارةِ لا تنْفَكُّ تَرْجُمُهم
أولادَ إبليسَ أعلاجٌ مَناكيدُ
غداً تُرَدُّ إلى الأقصى مهابَتُهُ
ولن يكونَ لِذاكَ الظُّلْمِ تجديدُ
متى يُطِلُّ عَليْنا الفجرُ مُبتَسِماً
متى تُرَدَّدُ في اُفقي الأناشيدُ
إنْ تنصُروا اللهَ ينصرْكم فلا تَهِنوا
فوقَ العِبادِ إلهي العَدْلُ مَوْجودُ
______________
ليلي عريقات