أَعْـرِضْ عَـنِ الـنَّاسِ إنْ لَـمْ تَـلْقَ أَشْرافا
واصْـعَدْ رُبَـى الـعِزِّ وارْقَ الـمَجْدَ إِشْـرافا
واتْــــرُكْ نَـصـائِـحَـهُمْ لا تَـلْـتَـفِـتْ أَبَـــداً
لا خَـيـرَ فــي نُـصـحِهِمْ إنْ كــانَ إِرْجـافا
وخـالِـطِ الـنَّـاسَ مــا دامُــوا عـلَـى أَدَبٍ
فــإنْ تَـعـامَوا فَـخُـذْ فــي الـيَـمِّ أَطْـوافـا
واخْـفِـضْ جَـنـاحَكَ لِــلأَوَّابِ فــي دَعَــةٍ
واذْكُـــرْ ذُنُــوبَـكَ.. كُـــنْ لِـلـدَّمْـعِ ذَرَّافــا
وأَنْـفِـقِ الـمـالَ فــي الـمَـعرُوفِ تَـصْنَعُهُ
ولا تُــــبَـــذِّرْ.. ولا تُــنْــفِــقْـهُ إتْــــلافـــا
واصْـنَـعْ لِـنَـفسِكَ ثَــوبَ الـفَـخْرِ تَـلْبَسُهُ
ولا تُـــعِــدَّ لِــعَــيـشِ الـــــذُّلِّ تِـجْـفـافـا
واجْــعَـلْ لِـسـانَكَ سـيـفاً أنْـصَـفوكَ لَــهُ
فــالـحُـرُّ لا يَــسْــأَلُ الــعِـبْـدانَ إنْـصـافـا
وادْفَـــعْ جَــوادَكَ فــي الـمَـيدانِ يُـلْـهِبُهُ
واحْـمِـلْ سِـنـانَكَ والْــقَ الـبـأسَ زَحَّـافا
هـــذا أنـــا الأسَـــدُ الـمَـرْهـوبُ جـانِـبُهُ
قُــومُــوا امـنَـعُـوهُ إذا مـــا كَـــرَّ عَـطَّـافـا
أمْشِي علَى الأرضِ هَوناً حِينَ تُنْصِفُني
وإنْ ظُــلِـمْـتُ قَــطَـعْـتُ الأَرضَ مِـتْـلافـا
لا أكْــتُـمُ الــحَـقَّ ضَــنَّـاً بـالـحـياةِ فَـلَـمْ
أُولَــــدْ جَــبـانـاً ومــــا رُبِّــيْــتُ خَــوَّافــا
وخُـضْـتُ بَـحْـرَ الـظَّـلامِ الـحَقُّ بَـوْصَلَتِي
وفـي الـدَّياجِي تَـخِذْتُ الـصِّدْقَ مِـجْدافا
لا أرْتَـضِـي غَـيـرَ حَـقِّـي كـامِـلاً سَـلَـماً
لا أَقْــبَــلُ الــحَــقَّ إنْ رامُــــوهُ أنْـصـافـا
فــالـحَـقُّ أبْــعـاضُـهُ لَــيْـسَـتْ بِـنـافِـعَةٍ
فَــالـثَّـوْبُ زُورٌ إذا مــــا كــــانَ شَــفَّـافـا
أَعْـرَضْتُ قَـصْداً عَـنِ الـضُّلَّالِ في زَمني
إذْ أَعْـرَضُـوا عــن قَـبُولِ الـشَّرْعِ إسْـفافا
لِـــذا اعْـتَـزَلْـتُ جُـمـوعَ الـنَّـاسِ قـاطِـبَةً
فـالجِسْمُ فِـيهِمْ، ويَـسْمُو الـقَلْبُ طَوَّافا
يَــرْقَــى إلَــــى نَــفَـحـاتِ اللهِ يَـلْـقَـفُها
فـي خَـلْوَتِي صـارَ قَـلْبي الصَّلْدُ هَفْهافا
فـي الـعُزْلَةِ الـرَّاحَةُ الـكُبْرَى عـلَى أمَـلٍ
بـالـفَـوزِ بـالـحُـورِ فــي جَـنَّـاتٍ الْـفـافا *
فــي عُـزْلَـتي نِـعَـمٌ مــا كُـنْـتُ أُدرِكُـهـا
مِـــنْ رَوْحِ رَبِّـــي بِــهـا جُـلِّـلْـتُ أَلْـطـافا
فـالـحـمدُ لــلَّـه فـــي الأُولَـــى وآخِـــرَةٍ
والــحَـمْـدُ لِــلَّـهِ إذْ قَـــدْ جـــادَ إتْـحـافـا.
____________
أحمد الغريب