في الْقَلْبِ رابِعَةٌ وَفي وِجْداني *** ذِكرى تُجَدِّدُ أَنْبَلَ الْأَحْزانِ
لَيْسَ النَّبيلُ بِمَنْ بَكى لِمُصابِهِ *** بَلْ منْ بَكى لِمَواجِعِ الْإِنْسانِ
أَبْكي عَلى أَحْلامِ شَعْبٍ أُجْهِضَتْ *** لِيَعيشَ كابوسًا مِنَ الطُّغْيانِ
أَوَ كُلَّما رامَ الْخُروجَ مِنَ الْهَوانِ أَعادَهُ بِمَقامِعِ السَّجّانِ؟!
أَبْكي عَروسَ النّيلِ إِذْ هي قُدِّمَتْ *** لِلنَّغْلِ قُرْبانًا مِنَ الْكُهّانِ
فَإِذا بِهِ قَدْ فاضَ بِالدَّمِ غاضِبًا *** لَمّا سَبَتْهُ أَناقَةُ الْقُرْبانِ
لكِنَّها قالَتْ بِبَسْمَةِ طِفْلَةٍ *** تَرْنو إِلى حِضْنِ الْحَنونِ الْحاني
وَبِعَزْمِ مَنْ ثَبَتوا وَما نَكصوا وَلَوْ *** شُهَداءَ أَمْسى الصَّحْبُ في الْمَيْدانِ
لا تَحْزَنوا يا إِخْوَتي أَوْ تَعْجَبوا *** مِنْ غَدْرِ خَوّانٍ وَنَكْصِ جَبانِ
كَمْ شَوْكَةٍ كُسِرَتْ وَلكِنْ لَمْ تَزَلْ *** رُطَبًا تُساقِطُ نَخْلَةُ الْإِخْوانِ
 جواد يونس