عَتَـبـاً علـيـكِ فـلــن أَرُدَّ سـلامــا
وإذا مَــرَرْتِ فـلـن أُتِـــمَّ قِـيـامـا

أكْـبَـرْتُ فـيـكِ عزيـمـةً لا تَنْـحـنـي
كانـت علـى عـنـقِ الطـغـاةِ حسـامـا

واليـوم أَسْبَلْـتِ الجفـونَ عـلـى قــذى
وشـربـتِ كـأسـاً مُتْـرعـاً أوهـامــا

لا تسأليـنـي كـيـف سُـيِّــدَ مـــارقٌ
أو كـيـف صــار المستـبـدُّ إِمـامــا

هـذا زمـانـك فاسألـيـه مــن الــذي
هَـتَـكَ الحـجـابَ ومــزّقَ الأرحـامـا

ومـن الـذي ذبــحَ العـروبـةَ عنـدمـا
ألـفـى جـمـوعَ المسلـمـيـنَ نـيـامـا

ومـن الـذي رفـعَ القـصـورَ جماجـمـاً
واقْتَـدَّ مـن لـحـمِ الشـعـوبِ طعـامـا

قَـدَرُ العروبـةِ أن تكـونَ كـمـا تــرى
جـسـداً يُـبــاحُ وأمـــةً تَتَـعـامـى

هـي هكـذا مَـنْ كــان فيـهـا خانـعـاً
أَلِــفَ السـيـاطَ وأَدْمَــنَ الإحـجـامـا

نـامـي عـلـى زَخِّ السـيـاطِ وَفَـرِّخـي
فــوق الرصـيـفِ لذبحـنـا أقـزامــا

وتـمـددي عـنـد المغـيـب لـفـاسـقٍ
يَسْـتَـمْـرِئُ التنـكـيـلَ والإعــدامــا

حتـامَ هــذا الشـعـبُ يعـشـقُ قـيـدَه
حـتـام يَعْـبُـدُ صـاغــراً أصـنـامـا

الله يـشـهـدُ أنـنــي فـــي أمـــةٍ
تَـلَـدُ الهـمـومَ وَتُـرْضــع الآلامـــا

كـم كـنـتُ أهــوى أن أراك عـروسـةً
بـيـن السـيـوفِ تُهَدْهِـديـن غـلامــا

لـبـن الرجـولـةِ تدفـقـيـنَ وريـــدَهُ
وَتُوَسِّـديـنَ عـلـى يـديــهِ حـسـامـا

قومـي إلـيـه وحدثـيـهِ عــن الــذي
ن تَـبَـوّأوا فــي الخافقـيـنِ سَـنـامـا

ودعيـه يمـلأْ مــا ضِغَـيْـهِ بذكـرهـمْ
لِيفـيـضَ عشـقـاً بيـنـهـمْ وغـرامــا

فمـن اسْتَـفَـزّ الـعـزمَ مــن أعمـاقـه
أَلِــفَ الحـيـاةَ تـحـديـاً وصـدامــا

مـن لـي برحـمٍ فـيـه ينـبـتُ خـالـدٌ
ليـعـيـدَهـا مَــزْهُــوّةً إســلامــا

أنــا لا ألــومُ الحاكـمـيـن وإنـمــا
لومـي علـى مــن هـادنـوا الحكـامـا
___________
صبحي الياسين