عبثية المشهد العربي – الإسلامي وسورياليته! 
اين المعنى؟؟
العبثية كمصطلح أدبي يعني عدم القدرة على فهم معنى الحياة، بمعنى ان الإنسان لايستطيع رغم جهوده الكبيرة الوصول إلى معنى محدد لمايجري في هذه الحياة. واليوم نعيش عبثية عجيبة في حياتنا. فهل يمكن لأحد أن يفهم معنى أن تكون ديون بلد مثل الأردن قد وصلت إلى مايقرب من 90 مليار دولار ثم يأتي التفسير الرسمي لهذا الرقم بطريقة لايمكن فهمهما إلا أنها محاولة "للتذاكي" على المواطن ومحاولة "سوريالية" للقفزعلى الواقع الذي نراه ونلمسه.
هل يمكن أن نجد أي معنى لهرولة العرب تجاه بني صهيون وهم يرون ابناء فلسطين يسقطون يوميا شهداء برصاص جيش"الدفاع" الصهيوني؟
هل من معنى "للتنسيق" مع العدو لقتل المجاهدين وقمع المناهصين لهذا التنسيق؟
هل من معنى أن يتلاعب مفت أو قاض بآي القرأن الكريم  فيجعل معاناة أهل غزة وحصارهم في ديارهم عقبة في طريق "نضاله" فيحرّم عليهم مالا يقدمه عربي مسلم لهم بينما هو و"شلل" النضال والكفاح يتنعمون بأموال الاتحاد الأوروبي وأمريكا والعمالة للصهاينة؟
هل من معنى في فتاوى "البكّائين" المزيفين الذين ضحكوا على "السذج" لعقود بتبرير الظلم والانحدار نحو "حاوية" القمامات الفكرية والسلوكية المستوردة من "مواخير" العالم شرقه وغربه؟
هل يمكن أن يكون هناك معنى لتتحول مدن عربية إسلامية إلى "ماخور دعارة " وغرزة حشيش وحانة مفتوحة للباحثين عن المتعة من الشرق والغرب باسم الاستثمار وجلب "العملات الصعبة"؟
هل يمكن فهم أو استنتاج أي معنى للبيانات والنشرات التي تشجب مايفعله ترامب بالحالة العربية من القدس إلى الجولان والحبل على جرار الضفة الغربية ثم نعلن أن هذا اقصى ما نستطيع؟
هل يمكن فهم لماذا يقوم سياسيون ورسميون عرب "بتبييض" صورة الإجرام الصهيوني والشعور بعقدة الذنب تجاه مقاطعة هذا الكيان الإجرامي؟ بل وحضور حفلات في سفاراتهم وتهنئتهم "باغتصاب" فلسطين والاستماع إلى نشيدهم "العنصري الإجرامي"؟
هل لبقاء الإستبداد وتكريسه بل والاستماتة في الدفاع عنه و"قوننته" بيد "نخب" تدعي أنها "مثقفة"  وأخرى "متدينة" وحريصة على الأمة وثقافتها اي معنى؟؟"
هل من معنى للهجوم على كل محاولة عربية أو إسلامية تحاول الخروج بالأمة من النفق المظلم على أنها 
هل من هدف أو معنى لتتحول هيئات علمائية دينية وحركات وجماعات إسلامية من التبصر بحال الأمة والعمل على إخراجها من كبوتها ومراجعة أدائها  إلى جماعات من السحيجة والمطبلين للاستبداد والمتسبدين ليكونوا موظفين في خدمة الديكتاتورية والظلم حتى لو "حرفوا" كلام الله سبحانه على منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هل من تفسير لانهيار منظومات الحياة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية في بلاد العرب و المسلمين ثم الخروج علينا بالدعوة إلى "الطمأنينة"  بأن الأمور "تمام" وسيروا على بركة الله؟
لا أرى تفسيرا لما يجري سوى أنه نتاج طبيعي لسنوات من التخطيط لانتاج حالة من الجدب والقحط العلمي والفكري والأخلاقي التي مرّت علينا ومازلنا نعيش على وقعها في غيبوية طويلة من تزييف وعينا والكذب علينا.
تزييف وعينا جرى –للأسف- بطريقة مقصودة من أعداء الأمة تنفذه أيد عربية ومسلمة، وأخرى لم تكن مقصودة بل نتاج  قرارات تُتخذ في "أقبية" وجهل فاضح بالواقع والعيش في أوهام "التمكين" الذي كان يراد له أن يبنى على فهم منقوص لمعنى ما أراده الله سبحانه وتعالى. فمنذ عقود وهم يرون "النصر" قاب قوسين أو أدنى، ولكن هذا النصر الموهوم لم يأت لسوء فهم وقلة حيلة. وهذا ليس انتقاصا من الجهود ولكنها  نفثة مصدوم!
أين المعنى في ذلك؟؟؟؟؟ 

صالح نصيرات