طفلُ الكرامةِ

طفلُ الكرامةِ خلف السّور إعصارُ
يلوكُ بالجُرحِ لا خوفٌ ولا عارُ

بين الجُروحِ مُضاءٌ في السّما حلُمٌ
هذا العناءُ متى تُنْهيهِ أقدارُ

يَنعي الشهيدَ ونصْلُ السّيفِ يذْبَحُهُ
ظُلماً مُقيتاً ودمْعُ العينِ أنهارُ

شابتْ عُروقٌ وشمسُ المجْدِ ما انكسفتْ
صبْرٌ يئنُّ وما واستْهُ أنوارُ

والشّوْكُ ينمو مع الأحقادِ مُسْتعِراً
جوعاً مريراً وحُكم الشَّعْبِ بتّارُ

جفَّ الوريدُ بقلبِ العُمرِ مُنكسراً
خارتْ قواهُ ورُكنُ البيتِ ينْهارُ

مِنْ جوف ليلٍ عُرى الأسقامِ تنْهشُهُ
فجْراً جليّاً مُري الظّلماتِ يا دارُ

كلّ المَواجعِ بعْدَ الأمْنِ مُطْربةً
أينَ الأمانُ ونارُ القلبِ مِسْعارُ

والفقرُ يجْثو على الأحلامِ مُشْتعِلاً
عمّ الأراضي وقدْ جافتْهُ أقطارُ

ما جفَّ نورٌ وطِفل العِزّ مدْرسةٌ
فيْضٌ يسيلُ وما أحْنتْهُ أحجارُ

وجْهٌ بريءٌ فما ثارتْ لهُ عَجَمٌ
إلّا وحاكتْ معَ الأفكارِ أشْرارُ

فجْرُ السّلامِ حَوى الأحقادَ يا عرَباً
والحِقدُ يُعمي وقد غنّاهُ دينارُ

سادَ الدّخيلُ بكلّ الأرضِ مُغتصِباً
والصّمتُ عَدْوى وما بالصّوتِ أوْتارُ
.
.
.
جهاد بدران
(أم صهيب)