صانعُ الأجيالِ

لا زال نبـعُـك ريّـقًـا دفّـاقـــا
نهـرًا يُروّي السـهلَ والآفـاقـا

وعلى يديـكَ نمـَتْ زهـورُ محبةٍ
عقَـدتْ ثـمـارًا أزهـرتْ أخلاقـا

من عطرِ علمِـك كلُّهـم متـطيـبٌ
يشـدو عطاؤك طيـّبـًا رَقـْراقــا

يـا شـمعةً ذابتْ تنيـرُ ظلامَهـم
كالشّـمسِ تجلو دربَهم إشراقـا

ولديـكَ من فيضِ الأبـوّةِ خافـقٌ
متوهـّجٌ في حبِّهـِـم إشـفـاقــا

بترابِ حقلِـك أينعـتْ أغصانُهـم
فكـرًا غـزا الأقـلامَ والأوراقـــا

حتى تسامَوا في فضاءِ علومِهـم
كـلٌّ تـألــّـقَ للـعُـلا سـبـّاقـــا

كلٌّ تلامـعَ نجمُهُ متسـابِـقـــــًا
نحـوَ الفضـا متسـاميـًـا خفّاقــا

لكنّهـمْ مهمـا تسـامَوا وارتـقـَوا
يبقى المُعَلـّمُ في الذُّرى عِملاقا

متدفـّقًـا عـبـرَ الدّهـورِ معينــُهُ
ليَـدومَ فَـيْـضًــا خيِّـرًا مِغْـداقـا

نبضَ الفؤادُ هـوًى َلخيـرِ مُعَلـِّمٍ
في أرضِ طَيْـبـةَ والِهـًـا توّاقــا

صلّى عليـهِ اللهُ مـا حـرفٌ شـدا
وانشـقَّ من فجـرِ اليـراعِ رواقـا

ريما البرغوثي