كلّمَا أبْحـــرْتُ فِي مَعْنَــى السِّيَـرْ
زَارَنِــي طيْـفٌ جمِيـــلٌ كَالقَمَــرْ
*
لمْ يكُـــنْ إلاَّ جنَــــاحًــــا يَقْتَفِـــي
مِنْ هنَا نُــورَ الرَّسُـولِ المُنْتَصِرْ
*
أيُّهَــا العَــــدْلُ الّـذِي لاَ لمْ يَـــزَلْ
فِي دِمَـــاءِ الأرْضِ حَيًّــا يَنْفَجِــرْ
*
هَلْ يَعُـودُ العَـــدْلُ يَوْمًا كَيْ أرَى
شمْعَةَ الإسْـــلاَمِ مِنْ فَوْقِ البَشَـرْ ؟
*
أمْ تَرَانِــــي فِي يَــدِ الظُّلْـــمِ الّذِي
أحْـرَقَ الدُّنْيَــا وَ لمْ يَخْشَ القَـــدَرْ ؟
*
لَيْتَنِــي أبْصَرْتُ ظِـــــلاًّ خَافِتًــــا
يَغْـــرِسُ القَلْـبَ الّذِي لـمْ يَنْتَحِـــرْ
*
لنْ يَمُوتَ الشَّوْقُ فِي جُنْحِ الدُّجَى
سَوْفَ يَحْيَا شَامِخًا رَغْمَ الضَّجَـرْ
*
يَا " عَلِـيٌّ " لوْ تَـرَى مَـاذَا جَرَى
خَـانَنَــا مَنْ يَدَّعِــي طُولَ النَّظَــرْ ؟
*
إنَّـهُ الفُـــرْسُ الّـــذِي مِنْ حِقْـــدِهِ
آثَـــرَ النَّــــــارَ الّتِي كَـمْ تَسْتَعِـــرْ
*
رُبَّمَـــا لاَ لَــمْ يَجِــــدْ إلاَّ الدِّمَــــا
كيْ يَثُورَ اليَوْمَ مِنْ خَلْفِ الصُّوَرْ
*
أيُّهَــــا العُشَّـــــاقُ صَبْـرًا إنَّكُـــمْ
دَمْعَـةُ الأعْمَــاقِ مِنْ بعْدِ المَطَـرْ ؟
*
لاَ أرَى غَيْرَ النَّــــدَى فِي زَهْـرَةٍ
عِطْرُهَـــا أمْسَــى غَرَامًـا يَنْتَشِـرْ
*
لمْ يمُتْ منْ كَـانَ وَرْدًا وَاخْتَفَــى
هلْ يَمُوتُ الطَّيْرُ إنْ غَابَ الوَتَـرْ ؟
*
أيُّهَـــا الإسْـــــــلاَمُ إنِّي عَاشِــــقٌ
كمْ تَعِبْنَـا بَعْدَمَــــا وَلَّـــى القَمَـــرْ
*
صِرْتُ أخْشَـى كُلّ ليْــلٍ أنْ أرَى
فِي يَـدِ الإجْـــرَامِ طِفْــلاً يُحْتَضَرْ
*
إنَّهَــا الآفَـــــاقُ ضَـاقَتْ فاعْتَبِــرْ
لنْ تُطـلَّ الشَّمْسُ منْ قلْبِ الحُفَــرْ
*
لمْ يَعُدْ لِلْجُـــرْحِ معْنًــى يَا فَتَـــى
فَلْتَمُتْ كالطَّيْــرِ حُـــرًّا يَا عُمَـــرْ
محمد الصالح بن يغلة