رُشُّوا 
على نعشِ الشَّهيدِ صلاتي
واسقوا السنابلَ في رُبى البسمَاتِ

فغدًا 
سنحصدُ بَسمةَ الشُّهدا 
وهُمْ .. أهلُ الحصادِ بواسعِ الجنَّاتِ

هيَ أُمَّةٌ ماتتْ وعاشَ شهيدُها
بئسَ الحياةُ بزمرةِ الأمــواتِ

هيَ أُمَّةٌ في جُحرِ ضبٍّ قد غدتْ
لا توقظوها …… إنها بسُــبــاتِ

والنومُ في حقِّ الطُّغاةِ فضيلةٌ
وعبادةٌ للهِ نــــــــومُ طُــــغاةِ!

وبكيتُ 
لكنَّ الدموعَ خيانةٌ
لا يُنصرُ المظلومُ بالدمعاتِ

وصرختُ 
ما نفعُ الصُّراخِ لِقابعٍ ..
في السِّجنِ يشكو وحشةَ الظلماتِ!

يا ليت أني لعبةٌ في كفِّها
بنتٌ تلاعبُ ظلَّها بفَــلاةِ

يا ليتَ روحي سَعفَتان تُظلُّهُم
أمٌّ .. وطفلٌ .. في ثيابِ عُراةِ

ياليتَ قلبي كســـرةُ الخبزِ التي
يقتاتُ منها الجوعُ في الخيماتِ

من في المرايا؟
يا مرايا .. من أنا؟!
كم مرَّةٍ ودَّعتُ فيكِ رُفاتي!

مابالهُ 
صوتُ القصيدِ محَشرجٌ
وغدت حروفُ قصائدي ناياتِ

كم في غَيابةِ جُبِّ قلبي صُنتُهُ
همِّي ..
ودلوُ الشيبِ يفضحُ ذاتي!

هاتي أيا شمسَ المهاجرِ جُبَّةً
عُرِّيتُ من وطني
فديتُكِ … هــــاتي

مني السلامُ لراحلينَ إلى السما
من غيرِ توديـــعٍ ودونَ صلاةِ

مني السلامُ لـمَنْ أباةً هُجِّـــروا
أنَّى مشوا قد عَطروا الطُّرقاتِ

أهلي
إذا مارمتُ أُحصي مجدَهُم
تعبَ اليراعُ وجفَّ حبرُ دَواتي

صبرًا أُخيَّ
فلن تدومَ لظالمٍ
والنصرُ آتٍ .. إي وربِّكَ آتِ
———–
حسين العبدالله