زلزال

في هَدأةِ الليلِ عنْدَ الفجْرِ يا ولدي
هيّا اخرجا _صَرخَتْ_ في الحيِّ زِلْزالُ

زلزالُ ديرتِنا ستونَ ثانيةً
تسعونَ أعظمُها ما بعدُ أهوالُ

والفَاهُ في آيةِ الكرسيِّ يُؤْنِسُني
واللهُ يحفظُنا والموتُ إقبالُ

في ظُلمَةِ الليلِ أمطارٌ وزلزلةٌ
والأرضُ راقصةٌ والرَّعدُ مَوالُ

والرِّيحُ تَعزِفُ آهاتٍ وتُطلِقُها
والنَّاسُ في أملٍ لِلسَّاحِ تنهالُ

والبَرقُ أضواؤهُ في الجوِّ لاعبةٌ
مثلَ الأفاعي لها رأسٌ وأذيالُ

والبَدرُ يَنظرُنا في عينه غضبٌ
وفرَّ من فَرَقٍ تلٌ وأطلالُ

والغَيمُ والنّجمُ مِنْ بعضٍ قدِ اقتربا
كأنّهمْ رَحِمٌ جَدٌّ وأخوالُ

والثَّلجُ يَنطرُهُ أطفالُ حارتِنا
لكنَّ نُدفَتَهُ بالبَردِ تُغتَالُ

والمَسجِدُ امتلأتْ أركانُهُ رَهَباً
بالضَّارعينَ لمَن مِن أمرِهِ الحالُ

جاءَ الصَّباحُ وقيلَ الهَزّةُ اندثرتْ
لم تندثرْ ؛ دُثِرَتْ ناسٌ وأموالُ

والحيُّ في سَكَرٍ منْ غيرِ مُسْكِرةٍ
البَرُّ في أَلَمٍ واللِّصُ دلّالُ

صوتٌ لهُ مُقَلٌ ” عمَّاهُ نحنُ هنا”
قلبٌ يحيطُ بهِ والشَّوقُ قتّالُ

والطِّفلُ في ولَهٍ يروي حكايتَهُ
أمّي أبي إخوتي ؛ والدَّمعُ هطّالُ

والحرَّةُ انبعثَتْ قالتْ مقولتَها
ما زِلتُ طاهرةً واللهُ مِفضَالُ

قد كانَ يُطعِمُنا والنَهْلُ من عَسَلٍ
قولٌ بهِ ثِقةٌ يَعلوهُ إجلالُ

والخوفُ ما الخوفُ إلّا عندَ ذي سَرفٍ
أمضى السِّنينَ سُدىً لِلنَّفسِ ميّالُ

والمؤمنون غَدوا يرجونَ ربَّهُمُ
ما همَّهمْ أبداً ريعٌ ولا مالُ

والثائرونَ غداً يبنونَ موطنَهمْ
صبراً أيا بلدي فالشَّعبُ حمَّالُ

للهِ خالقِنا في أرضِهِ سننٌ
فالذَّنبُ في عَلَنٍ يَتلوهُ زِلزالُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد العزيز محمود الخضر