زلزالها بلدي

في الرّوحِ أشجانٌ بلا عَدَدِ
تحكي عَنِ النَّكساتِ في بلدي

تصطادُنا دوماً على مَضَضٍ
وَتَصُدُّنا جَرحى بلا مَدَدِ

أَسَداً ظَنَنّاهُ فغَرَّ بنا
فطغى وهذي شيمةُ الأسَدِ

وتعاورَتْنا كَلُّ نازِلةٍ
في طبْعِها الخُذلانُ للأبَدِ

يغْتَرُّ صاحبُها فتُلْقِيَهُ
كالبحرِ لا تحنو على أحَدِ

تهْتَزُّ مِثْلَ الرّاقصاتِ وما
في رَقْصِهِنَّ علاجُ كُلِّ صَدِي

أو كالخَريفِ إذا انتهى أجلٌ
في ريحِها الإتلافُ للجَسَدِ

ما مَرَّ يومٌ دونما حَدَثٍ
إلاّ وجاءَ أخوهُ بالكَمَدِ

إخوانُنا ضاقتْ بهمْ سُبُلٌ
فَرِّجْ إلهي هَمَّ مُفْتَئِدِ

والْأَمْ جِراحاً ضاقَ صاحبُها
منْ رَوْعِها قدْ زَلْزَلَتْ كَبِدي

أطفالُنا بالشّامِ رَوَّعَهُمْ
حُكّامُهُمْ يا ربِّ فاتَّئِدِ

وتزاحمتْ عَثَراتُهُمْ فغدتْ
مثلَ الجبالِ وزيدَ بالبَرَدِ

ودماؤهم سالتْ بأودِيَةٍ
وتزلزلتْ زلزالها بلدي

أخْتارَهُمْ مولاهُمُ شُهُباً
شُهَداءَ لا يشكون للأبدِ ؟؟

الشاعر بنان البرغوثي