رمــضـانُ يــطـرقُ حـولـنا الأبـوابـا
نـــادى فـأبـكـى صــوتُـهُ الأحـبـابا
وتـــواردتْ صــورٌ وفـاحـتْ روضــةٌ
فـتـحـتْ فــؤادَ الـصـبِّ بـابـاً بـابـا
مــنْ ذلــك الآتــي فـشـوقي طـافحٌ
مــذْ أزمــعَ الـوجـهُ الـجـميلُ إيـابـا
هـا قـدْ أتـى مـن كـنتَ ترقبُ عودَهُ
حــــانَ الــلـقـاءُ فـأكـثـرِ الـتِّـرحـابا
ومـن الـوضوءِ وسجدةِ الفجرِ التي
تــهــبُ الــحـيـاةَ فــحـيّـهِ إذْ ثــابـا
رمـضـانُ يـا نـورَ الـقـلوبِ وطـهْـرَهَا
الــسّـوءُ أدبـــرَ إذْ قــدمـتَ وغــابـا
رمـضانُ يـا شهرَ الـرقيّ إلى العلا
فــيـكَ الـنـفـوسُ تـخـطتِ الـحـجابا
دخـلـتْ مــن الـريـانِ أكـرمَ مـدخلٍ
نـعـمـتْ هــنـاكَ مـطـاعماً وشـرابـا
رمـضانُ يا شهرَ الأبـاةِ ومـن وعـوا
درسَ الـبـطـولـةِ يــرمــقُ الـمـحـرابـا
يا بـدرُ ما شـأنُ الألـى وقـفوا هـنا
حــيـثُ الـنـبـيُّ يـبـشرُ الأصـحـابا
رمضانُ يعرفُ كيفَ أمضوا يومهم
طــابــتْ وجـــوهُ الـمـؤمـنين وطــابـا
يا سيدي يا خيرَ من وطئَ الحصى
يــا مــنْ هـدمـتَ بـمـكةَ الأنـصـابا
فـتـحٌ بــه هُـزِمَ الـظلامُ وكـنتَ فـي
شــهـرِ الـصـيـامِ مـعـظماً ومـهـابا
حـبـي وشـوقـي والـصيامُ جـعلتها
لـــورودِ حــوضـكَ سـيـدي أسـبـابا
والله مــا نـظـرتْ إلــيـك قـصـيـدتي
يــا سـيـدي إلا انــحـنـتْ إعــجـابـا
وتـهـيـبتْ حــيـثُ الـجـلالةُ والـتـقى
والــنــورُ يــمــلأ وجــهــكَ الـخـلابـا
أنــا مـا حـييتُ بـبـحر حـبّك سـابحٌ
أهــمـي الــدمـوع وألــزمُ الأعـتـابا
رمـضـانُ أيــن الـقـادسيةُ إذْ عـلتْ
رايــاتُ مــن سـبَـرَ الـبـلادَ وجـابـا
أولـستَ تـذكرُ كـيف أهـلكَ رسـتماً
ســعــدٌ وأطــفـأَ نــارهـمْ وأصــابـا
وصـــلاحُ يـا رمـضانُ مــن أحـبـبتهُ
حــطــيـنُ تــعــرفُـهُ فـــتــىً غــلاَّبــا
والــقـدسُ تـرمـقـه بـمـقـلةِ مـعـجبٍ
ورأتـــــهُ حـــــراً ضـيـغـمـاً وثّــابــا
بـعـثت إلـيـه بـخـصلةٍ مـن شـعرها
ومــــن اسـتـغـاثَ بـمـثـلهِ مـا خـابـا
رمـضانُ والأطـيافُ حـولي أورقـتْ
والــكـونُ يـضـحكُ يـنـثرُ الأطـيـابا
هــذي الـمـساجدُ أشـعـلتْ أنـوارَهَا
تــسـتـقـبـلُ الــعــبّــادَ والأحــبــابـا
هـــذي الـمـصـاحفُ رُددتْ آيـاتُـهـا
فـرحـاً بـعـودةِ مــنْ أطــالَ غـيـابا
رمـضانُ ذكـركَ قـد أنار قصيدتي
وأعــادَ شـعـريْ سـلـسلاً مـنـسابا
………………..
سالم الضوي