رسالةُ

لسنا نسائلُ حُلْمَنا: مَن أرهبَهْ؟
أو جرحَنا: مَن شقَّهُ؟ مَن طبّبهْ؟

ما زال فينا الياسمينُ مؤرَّجاً
لا تسألنَّ -إذا انتشَى- مَن طيّبهْ؟

لم تستطِع كفُّ الليالي صَبغَهُ
كالثلجِ؛ من أرواحِنا ما أقرَبهْ!

لا تيهَ؛ دربُ النورِ يرسُم خَطوَنا
وخُطا الظَّلاميِّين عنه مُغرَّبةْ

هو بعضُ جذوتِنا ونبضُ قلوبِنا
فالضوءُ فينا شعلةٌ مُتلهِّبةْ

هو حلمُنا المزروعُ في آماقِنا
يجلُو السّوادَ عن الرؤى المتخشِّبة

هو هدأةُ الإيمانِ تسكُن نبضَنا
ويدُ اليقينِ عباءةٌ من أجوِبَة

وهو اكتفاءُ الشمسِ من إشعاعِها
والناسُ باتُوا للضِّيا في مَسغَبة

هو أن نواجِهَ بالنَّقا كدَر الشّقا
ونزيحَ عن دُرِّ القلوبِ الأتربَة

عبثيَّةٌ أشواقُنا ممزوجةٌ
بالطهرِ؛ لا حيرَى ولا متقلِّبة

مجنونةٌ خطواتُنا؛ مرهونةٌ
بقلوبِنا؛ وقلوبُنا مُتوثّبة

تمتارُ من هَديِ الضياءِ جَلِيلَهُ
وتعُبُّ من نهرِ البراءةِ أعذبَه

تدرِي بأن سبيلَها نحو السّنا
فجرٌ يطلّ على النفوسِ المُتعَبةْ

بشعاعِ نورٍ للبرايَا أُرسِلَتْ
لو أنّها.. بين الأنامِ.. مُكذَّبةْ
_______________
عروبة الباشا