نفسي فِدا صَقْرٍ يَحوزُ الْقِمَّهْ *** أَسْرَتْ بِهِ لِلْقُدْسِ أَعْلى غَيْمَهْ
أَسَدٌ يَهُزُّ زَئيرُهُ أَعْداءَهُ *** رَجُلٌ، وَقَدْ عَزَّ الرِّجالُ، بِأُمَّهْ
يا سَعْدَ (أُمِّ النّورِ) إِذْ هِيَ أَنْجَبَتْ *** سَبْعًا يُحَيّي كُلُّ حُرٍّ أُمَّهْ
كَيْما يَصُدَّ الرِّجْسَ عَنْ قُدْسِ النَّقا *** لَمْ يَنْتَظِرْ يَوْمًا قَرارَ (الْقِمَّهْ)
وَإِذا تَخَلّى الْعُرْبُ عَنْ أَقْصى الْبَها *** فَسِراجُهُ كَمْ قَدَّ فيهِ الْعَتْمَهْ
كم صاحَ: يا مَنْ لِلْمُعِزِّ سَجَدْتُمُ *** ذا الْمَسْجِدُ الْأَقْصى يُقاوِمُ هَدْمَهْ
مَنْ ذَمَّ إِبْليسًا وَأَوْجَبَ رَجْمَهُ *** قَدْ ذَمَّ صُهْيونًا وَأَوْجَبَ رَجْمَهْ
إِنْ خَيَّروني فَالسُّجونُ أَحَبُّ لي *** مِنْ تَرْكِنا الْأَقْصى لِأَرْذَلِ طُغْمَهْ
يا مَرْحَبًا بِالسِّجْنِ إِنْ تَكُ تُهْمَتي *** دَعْمُ الرِّباطِ فَتِلْكَ أَشْرَفُ تُهْمَهْ
وَمَعي الْمُعِزُّ … مَعي الْمُذِلُّ، فَوَيْلَ مَنْ *** كانَ الَّذي فِرْعَوْنَ أَغْرَقَ خَصْمَهْ
لا رَيْبَ في وَعْدِ الْإِلهِ وَيَوْمُ مَنْ *** ظَلَموا سَيَضْمَنُ ظُلْمُهُمْ لي حَسْمَهْ
يَسْتَقْبِلُ السَّجانَ طَوْدًا راسِخًا *** ما طالَ قَزْمٌ رَأْسَ عالي الْقِمَّهْ
دَخَلَ الْقُلوبَ بِعَزْمِهِ وَنَقائِهِ *** هَيْهاتَ ريحُ الْغَدْرِ تَمْحو رَسْمَهْ
شَيْخٌ جَليلٌ لَمْ يَهُنْ لِعَدُوِّهِ *** ما أَوْهَنَتْ سودُ اللَّيالي عَظْمَهْ
إِنْ كَبَّلَتْ يَدَّيْهِ أَغْلالُ الْخَنا *** ما كَبَّلَتْ فَوْقَ الشِّفاهِ الْبَسْمَهْ
يا مَنْ يَظُنّونَ الْأُسودَ تَخافُ مِنْ *** قَضْبانِهِمْ، ما خافَ عالي الْهِمَّهْ
لَنْ تَحْبِسُ الْجُدْرانُ روحًا حَلَّقَتْ *** فَوْقَ الثُّرَيّا إِنْ حَبَسْتُمْ جِسْمَهْ
لا تَعْذِلوني إِنْ أَطَلْتُ فَلَمْ أَجِدْ *** أَهْلًا لِمَدْحي غَيْرَ أَبْهى نَجْمَهْ
مَنْ مِثْلُهُ الْأَقْصى حَمى بِرِباطِهِ *** وَثَباتِهِ لِيُزيحَ عَنْهُ الْغُمَّهْ؟
مَنْ مِثْلُهُ كَفِلَ الْيَتامى عِنْدَما *** زادَ الْحِصارُ عَلى الْمُيَتَّمِ يُتْمَهْ؟
مَنْ مِثْلُهُ الْقُدْسُ الْعَتيقَةُ عانَقَتْ *** كَعِناقِ طِفْلٍ لَيْسَ يَقْبَلُ فَطْمَهْ؟
هُوَ مِثْلُ سورِ الْقُدْسِ يَبْقى شامِخًا *** مَهْما يُحاوِلْ مَنْ تَجَبَّرَ هَدْمَهْ
هُوَ خَنْدَقُ حَوْلَ الْمَدينَةِ كُلِّها *** ما اسْطاعَتِ الْأَحْزابُ يَوْمًا رَدْمَهْ
هُوَ رائِدٌ في كُلِّ أَمْرٍ نافِعٍ *** وَبِهِ وَمَنْهَجِهِ صَلاحُ الأُمَّهْ
ما كُنْتُ في يَوْمٍ لِأَمْدَحَ ظالِمًا *** لا يَرْتَضي الشَّعْبُ الْمُكَبَّلُ حُكْمَهْ
لكِنَّ مَدْحي لِلَّذي بِثَباتِهِ *** فَضَحَ الْعَدُوَّ الْمُسْتَبِدَّ وَجُرْمَهْ
مالي وَلِلْمُتَكَسِّبينَ بِشِعْرِهِمْ *** وَلِمَنْ يُبَرِّرُ لِلْمُخَنَّثِ ظُلْمَهْ
لَهُمُ عَطايا الظّالِمينَ وَلي الَّذي *** يُرْضي الْإِلهَ وَقَدْ رَضيتُ الْقِسْمَهْ
جواد يونس