سربُ الحمـامِ عــن الربـى يَترحَّــلُ
يشدو الظلامُ وفــي بــلادي يَعْسلُ
تتهرَّبُ الأيـــامُ مِــنْ سطْــوِ الأســى
والباقيــاتُ مـــــن البواقـــي تُدْغَــلُ
قدسي العتيقـــةْ قـد رَثَتْ أزهارَهـا
وشجونُهــــا أبكـــتْ ثــــرىً يَتزلــزلُ
يرنــــو الربيعُ الى الدمـــــا بمــــرارةٍ
حيــرانَ بـــــاتَ وبالــــــــردى يتكلَّـلُ
ثـــــارَ الغبـــارُ على البريـقِ بسطوةٍ
واللاهباتُ مــــــــن الشموسِ تُضَلَّلُ
فيزجّنـــي نــــــــارُ اللظــى بقصيدةٍ
أسوارُهـــــــا نُصِبَتْ بحــرفٍ يُكْمـــلُ
تتباركُ الأشعـــارُ مِــن نــــورِ السنــا
فّيُنارُ كهفٌ فــي العقــــولِ ويُشعَــلُ
فاسرجْ ظهورَ الشمسِ واحملْ رايــةً
تهتزُّ أوتـــــــــارُ اللحــــــــونِ فتزجــلُ
ذكــرى الربيعِ هواجسٌ مـن لوحــــةٍ
تتخضَّبُ الألـــــوانُ فيهــــــا تُجْــــدَلُ
يا أيهـــا العصفــورُ غـــرّدْ فـي الفنــا
مـــا عـادَ قلبُ القدسِ حزناً يَحْمِــــلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 جنان بديع شحروري