خنساء فلسطين

يا أمَّ إبراهيمَ حسبُكِ أنّنا
منكِ استقينا أن نكونَ نصالا

علمتِنا أنَّ النساء بأرضِنا
صنعتْ بساحِ المعجزاتِ رجالا

يا نخلةً في الأرضِ يضربُ جذرُها
وإلى السماءِ قطوفُها تتعالى

هذا حبيبُكِ قد تناءى صاعدًا
يلقى نعيمًا دائما ودلالا

قد كان برعمُ روضِكِ ال فُتِحتْ لهُ
روضاتُ عدنٍ في السّما تتلالا

صعدتْ بهِ الرّوحُ الطّهورُ مدارجًا
يختالُ في ساح الرضى إجلالا

خضّبْتِ من مسكِ الدماءِ كفوفَنا
فجعلتِ صبرَكِ للورى تمثالا

أطلقتِ في كبدِ الفضا زغرودةً
يا لبوةً قد أرضعتْ أشبالا

ما زالَ يزأرُ في عرينِكِ ثلةٌ
ما استسلمت تسقي العدا أنكالا

إن الحرائرَ لا يلدنَ طفولةً
لكنْ سباعًا للوغى تتوالى

يا دوحةً أغصانُها ممتدةٌ
ترتادُ مجدًا بالوفا سيّالا

بالعروةِ الوثقى تمسّك قلبُها
والجأشُ يربطُ في الورى أجيالا

والكونُ ظلمٌ في ظلامٍ دامسٍ
وبدا نداؤكِ في الظلامِ ذُبالا

يا ليتَ أنّكِ أمُّ كلِّ أمومةٍ
في أمّةٍ تستعذبُ الأغلالا

فعلى يديكِ مخاضُ حرّياتِنا
يشتدُّ كي نلقى العدوَّ جبالا

“فالأمُّ مدرسةٌ إذا أعددْتها”
انتفضَ الجنينُ بجوفِها خيّالا

وإذا تنفّسَ من هواءِ بلادِهِ
يُهدي العدوَّ عواصفًا ووبالا

#ريما_البرغوثي
#خنساء_فلسطين
الثلاثاء 9/8/2022

إهداء لأم الشهيد إبراهيم النابلسي
تقبله الله في علّيّين