تَوَاضعْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَسْـتَ إلا // تُـــراباً رَاحِــلاً صَــوْبَ التُّــــرَابِ
فَمَــا جَدْوَى غُرُورِكَ فَي حَيـاةٍ // نِهَـــايَتُها تَــؤُولُ إلـى ألْخَــــــــرَابِ
وَمــا أُعْطِيـــتََهُ سَيَظَـــلُّ فِيــها // وَإنْ كََــدَّسْـــتَ آلافَ الْخَـــــــوَابِي
وَلَيْــسَ رضَــابُها إلَّــا خِـــدَاعاً // وَكَمْ تُخْــفِي الْمَرَارَةَ فِي الرِّضَـــابِ
ومـا الدُّنْيـــا بِعَيْــنِ الْعَقْـــلِ إلا // سَــرَابٌ فِي سَــرَابٍ فِي سَـــــرَابِ
وَنَلْـهَـــثُ خَلْــفَها مِـنْ دُونِ رَيٍّ // وَلا شبَعٍ وَنُمْــعِنُ فِي الطِّـــــلابِ
نُطَـــارِدُهَا كَغَــــانِيَةٍ لَـــــعُوبٍ // فَنُخْطِئُ فِي التَّــــأَمُّـلِ وَالْحِسَـــــابِ
وَمَــا عَيْـشُ ابْنِ آدَمَ غَيرُ حَـرْثٍ // وَزَرْعٍٍ فِي مَفَـــــازَاتِ الْيَـبَـــــابِ
فَفِيـــمَ الْكِبْــرُ مَهْمَا صِرْتَ فِيهَا // وَمَـا فِيـها سِوَى قَبْضِ السَّـحَــــابِ
مَدِيــنٌ أنْــتَ وَالأيَّـــامُ تَجْــرِي // لِتَدْفَــعَ إنْ جَمَعْــتَ إلى مُـــــــرَابِ
فَكُــنْ فِيـها خَفِيــفاً وَانْــأَ عَنْـها // فَلَـنْ تَجْــنِي بِهَـــا غَيْـــرَ الْعَــــذابِ
وَعَاشِـــرْهَا بِمَعْـــــرُوفٍ وَوُدٍ // لِتَحْـــظَى بِالْمَـــــوَدَّةِ وَالثَّــــــــوَابِ
كِتَــابٌ سَــوْفَ نَقْرَؤُهُ وَنَمْـضِي// ألا مِنْ عِبْــــرَةٍ طَـــيَّ الْكِـتَـــــــابِ 
وَتِلْـكَ هِيَ الْحَقِيــقَةُ دُونَ رَيْــبٍ// فَحَـــاذِرْ مِنْ مُجَــانفَـةِ الصَّـــــوابِ
مَحَضْتُ النُّصْحَ عَلَّ النُّصْح يُجْدِي // لِمَنْ عَــافَ الْقُشُورَ إلى اللُّبَـابِ
___________________
محمد سمحان