يحز في النفس أن يمر تقسيم بلد عربي كالسودان في صمت وتقبل يشبه التواطؤ، والناظر إلى خريطة الوطن العربي يدرك بسهولة أن مقص التقسيم لن يترك جبلا ولانهرا ولاسهلا، هذه القصيدة دعوة لكل الحناجر المطالبة بالتقسيم لتعيد حساباتها.

قسم قلبك قلبين
هاتي النصف الذي قبلته العشق
واحرق ما تبقى .
مرة ، مرتين
ينقلب إليك القلب
نطفة
مضغة
جنين
يشده إلى شرايين النخيل الحنين.
هب يا أخي
قسمنا التراب حبتين
فهل نقسم القمر نصفين ؟.
وإن قسمناه
أتراه ينير؟
خدعوك حين قالوا
بجناح واحد تحلق وتطير.
خدعوك حين قالوا
برجل واحدة تعدو وتسير
خدعوك حين قطعوا أوصالك
وقالوا أنت الآن حر.
وأنت الأسير
فصلوا جسدك خرائط
وقالو الآن كل شيء يسير….
فما العسير؟
وحرقة الفراق سعير.
تضمني بيد واحدة
وتسميه عناق
وتنأى وتبعد وتصد
بيننا متاريس ونيران وحدود
وتقول رفاق؟
رايتك واحدة،وصارت ألوان
تاه الأحبة، وما بقي لهم عنوان
أفي شمالك اليتيم؟
أفي جنوبك الجنين؟
أم بين
بين.
الأرضة تأكل حروف اسمك
وجسدك تنخره الديـــــــدان
دعهم ينظرون إليك
ويركبون سفينة الظنون
لا تستعجبوا ، لا تستغربوا
في كل شمال جنوب
يفصل الشريان عن القلب
تلك كأس زعاف
ذات لهب
منها جميعا سنسقى ونشرب.
بقلم:عبد الحيم عيا