الشَّوْقُ والحُبُّ والآمَالُ والنِّعَمُ
… وَ وَجْهُ بشْرٍ عَلَى الآفَاقِ يَرْتَسِمُ

وَكَوْكَبٌ يَتَهَادَى في مَهَاْبَتِهِ
مُجَلَّلٌ تَخْتَفِيْ مِنْ وَهْجِهِ الظُّلُمُ

رَأَيْتُ فِيْكَ الَّذِيْ قَدْ كُنْتُ أَحْلَمُهُ
رَأَيْتُ فِيْكَ المِدِى يَزْهُوْ وَيَبْتَسِمُ

رَأَيْتُ فِيْكَ طُمُوْحِي بَعْدَمَا غَرُبَتْ
شَمْسِيْ فَكُنْ أَنْتَ ذَاكَ الطَّامِحُ العَلَمُ

وَكُنْ عَزِيْزَاً رَضِيَّ النَّفْسِ مُغْتَبِطَاً
و اسْلُكْ طَرِيْقَ الهُدَى كَيْ يَكْبُرَ الحُلُمُ

كُنْ مَشْعَلاً وَمَنَاراً يُسْتَضَاءُ بِهِ
وَ افْعَلْ كَمَا تَقْتَضِيْ الأَخْلاقُ وَ القِيَمُ

فَلا تُهَادِنْ ولا تُمْهِلْ وَكُنْ حَذِقَاً
و احْذرْ مِنَ القَوْلِ مَا يُؤْذِيْ وَمَا يَصِمُ

وَ لا تُجَادِلْ غَبِيَّاً في ضَلالَتِهِ
فَإِنَّ مَنْ عَاْشَرَ الجهَّالَ مُتَّهَمُ

شَرُّ البليَّةِ قَوْمٌ لا يَرَوْنَ وَ قَدْ
زَاغَتْ بَصَائِرُهُمْ و انْتَابَهُمْ صَمَمُ

عَاشِرْ مِنَ النَّاسِ مَنْ عَزَّتْ خَلائِقُهُمْ
فَلَنْ يَرُوْغَكَ مَنْ سِيْمَاؤُهُ الشِّيَمُ

يَسْمُو الأبِيُّ و في أَعْمَاقِهِ وَجَعٌ
أمَّا الذَّليلُ فَلا هَمٌّ و لا أَلَمُ

فَالمَجْدُ لَنْ يُرْتَقَى إلاَّ بِتَضْحِيَةٍ
فَارْفَعْ بِجِدِّكَ صَرْحَاً لَيْسَ يَنْهَدِمُ

وَ الموْجُ مَهْمَا طَغَى أَوْ هَاجَ مُنْدَفِعَاً
فإنَّهُ عِنْدَ صَدْرِ الصَّخْرِ يَنْحَطِمُ

وَ الدَّهْرُ لَنْ يَخْذُلَ السَّاعِي إلى قِمَمٍ
وَلَنْ يَذِلَّ جَنَاحٌ هَمُّهُ القِمَمُ

عازار نجَّار