أَيُّ عِــيْــــدٍ أَنْــتَ وَالأَحْــــزَانُ فِــيْــنَــا 
كَــالــرَّوَاسِي شَامِخَـاتٍ لَمْ تَــلِــيْــنَــــا
جِئْتَ بِالوَجْهِ الَّذِي أَجْــرَى دُمُوعَاً
خَانَهَا الــدَّهْــرُ الَّذِي أَنْــدَى الجَبَيْنَا
تَنْظُرُ العَيْنُ الجِرَاحَ اليَوْمَ صَارَتْ
قَــاتِــلَاتٌ وَالــرُبَى تَــشْــكُــــو الأَنِيْنَــا
بَــيْــدَ أَنَّــا نَشْتَكِي عِــيْــــدَاً عَصِيْــبَــاً
أَيْــقَــظَ الآَهَــــاتَ وَاسْــتَــلَّ الحَنِيْنَا

أَيُّ عِــــيْــــدٍ أَنْــتَ وَالآَلَامُ تُــهْــــــــدَى
كُــلَّ يَــوْمٍ مِــنْ صُفُوفِ المُسْلِمِيْنَا
أَيُّ عـِـيْــدٍ أَنْــتَ وَالــدُّنْــيَــــا عَــلَــيْــنَــا
جَــنَّــــدَتْ غِــــرَّاً وَتَسْتَجْــدِي مَهِيْنَا
صَارَ ثَوبُ العِيدِ ذِكْرَى فِي خَيَالٍ
حَــــاكَــهَــــا لـِلْــطِّـفْــلِ كَـفُّ المُبْتَلِينَا
أَيُّ عِــيْــدٍ أَنْـتَ يَا مَــنْ كُنْتَ عِــيْــدَاً
يَــوْمَ أَنْ كُــنَّــا وَكَــانَ العِــيْــدُ دِيْــنَــا
بَاسِمُ الثَّغْرِ الجَــمِــيلِ اليَــومَ كَــهْــلٌ
عَافَهُ الــدَّهْــرُ الَّذِي عَــافَ السِــنِــيْنَا
كُلُّ طِفْلٍ كَانَ فِي الدُّنيَا سَــعِــيْــدَاً
بَــــاتَ مِــــنْ أَحْــزَانِــهِ يُجْــرِي مَعِينَــا
أَيُّ عِــيــدٍ أَنْــتَ يَا عِــيــــــدُ الكُــلَامَى
إِذْ بُــلِــيْــنَــا إِذْ حُــصِــرْنَــــا إِذْ غُــزِيْنَــا
دَعْــكَ مِــنَّــا قَــدْ سَــئِــمْــنَــا كُلَّ عِيــدٍ
غَيْرَ عِيدٍ فِيْهِ مَنْ يَحْمِي العَرِيْــنَــا
محمد الربادي