أيـا نفْسي إلى الرحمنِ عُودي
إلـى الـتوابِ ذي الفضلِ الودودِ
.
فـلـو أُوتـيـتِ مُـلـكَ الأرضِ طُـرًّا
فـإنـكِ فــي الـنـهايةِ أكــلُ دُودِ
.
فكمْ أسرفْتِ في جَنْيِ الخطايا
ولـــمْ تـتـوقَّـفِي عـنـدَ الـحُـدودِ
.
ســكِـرْتِ بـكـأسِ آمــالٍ مُـضِـلٍّ
بـسـيرِكِ خـلـفَ شـيـطانٍ مـريدِ
.
فـحـسـبُكِ واعـظًـا نــارٌ تـلـظَّى
بـهـا صَـهْرُ الـبطونِ مـعَ الـجلودِ
.
مِــنَ الـزَّقُّـومِ يُـطْـعَمُ سـاكنوها
وسـقـياهُمْ شــرابٌ مـن صـديدِ
.
لـهـمْ فـيـها ثـيـابٌ مِــنْ شـواظٍ
لـهـمْ فـيـها مـقـامعُ مـن حـديدِ
.
إذا طـلـبوا خـروجًـا مــن لـظاها
يُـقـالُ لـهُـمْ : هُـنـا دارُ الـخـلودِ
.
ألــمْ تـرَيِـنَّ كــمْ هـلـكَتْ قـرونٌ
تـمـادَوْا فــي الـتـجبُّرِ والـجُحودِ
.
عـصَوْا أمـرَ الـرَّسولِ وقـدْ أتاهُمْ
مـــنَ الـمـوْلى بـفُـرْقانٍ مـجـيدِ
.
وأنــذرَهُـمْ ألا يــا قــوم عــودوا
وتـوبـوا تـظْـفَروا بـرضـا الـحـميدِ
.
فـكَمْ سـخروا بـهِ وعمُوا وصَمُّوا
إلــى أن جـاءَهُـمْ يـومُ الـوعيدِ
.
فـأَغْـرَقَ قـومَ نـوحٍ حـينَ نـجَّى
على فُلْكٍ رسا مِنْ فوْقِ جُودِي
.
أولــي الإيـمـانِ والـتـوحيدِ طُـرًّا
وأصــحـابَ الإنــابـةِ والـسُّـجـودِ
.
وهــودٌ جــاءَ عـادًا كـيْ يـعُودُوا
ونـاداهـا : ألا يــا عــادُ عُــودي
.
ألا واسـتـغـفـروا ربًّــــا غــفــورًا
فـقـالـوا لـــم تـجـئْنَا بـالـشُّهودِ
.
فـأهـلـكهُمْ بــريـحٍ صـرصـرٍ لــمْ
تـذَرْ فـي الأرضِ منهُمْ مِنْ عنيدِ
.
وعــادٌ تـلكَ قـد جَـحَدتْ وضـلَّتْ
ألا بُــعــدًا لــعــادٍ قـــومِ هُـــودِ
.
وصـالحُ جـاءَ كـيْ يـهدي ثـمودًا
فـقـالوا جـئـتَ بـالـدِّينِ الـجـديدِ
.
أتــدعـونـا لــنـتـرُكَ مــــا ألِـفْـنَـا
وأمــرُك لـيـسَ بـالأمـرِ الـرشـيدِ
.
فــكـم قـــدْ جــادلـوهُ وكــذبـوهُ
فــأرسـلَ صـيـحـةً ربُّ الـجـنـودِ
.
ثــمـودُ بـربـهـم كــفـروا فـبُـعدًا
كــعـادٍ لـلـمُـكَذِّبِ مِـــنْ ثــمـودِ
.
وكـــم قـــرنٍ بـطـغـيانٍ تـمـادَوْا
وفِـعْـلُ حـفـيدهم مـثلُ الـجُدودِ
.
ألا يـــا نـفـسُ فـاعـتبري بـهـذا
ودعْــكِ مــن الـضلالةِ والـشُّرودِ
.
فـلـيسَ الـعـمرُ إلا بـعـضَ يــومٍ
ومـوئـلُـنا إلــى ضِـيـقِ الـلُّـحودِ
.
وإن قُـلْـتِ ارجـعـونِ فـلا رجـوعٌ
أمــانـيٌّ بــهـا لَــنْ تـسـتفيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عرابي الأحمد