لم يبحثوا عنّي
لمّا تفقّدَ آخرُ الواشينَ صوتي
(كتّ) عن أذنيهِ صوتي واستراحْ
لمّا تحسّسَ موضعي
شتمَ المكانَ وما تبقّى في المكان من الجراحْ
وكتمتُ قهري
كنتُ غارقةً بحرقةِ كبريائي
ومضغتُ لحمي بعد أن صرتُ الفريسةَ للحروبِ
وصرتُ أشربُ من دمائي
هل هاجسٌ هذا الذي يحتلّني؟
هل هاجسٌ ألّا أكون سوى معي
وأكون وحدي دائما
ويكون وحدي من ورائي
‏ما زلتُ أبتكرُ الوجودَ من العدَم
لا فرقَ أن أخفي ابتساماتي العنيدةَ
أو أخبّئني كما أخفي الألمْ
ونُسِيتُ بعد دقيقتينِ وما تذكّرني أحدْ
أمشي وأحملني معي
أمشي مفارقةً وعودًا غاب عنها مَن وعد
ونسيت إذ لم يسألوا بيتًا تهدّمَ إن مررتُ بهِ وفيهْ
إن كنتُ إحدى ساكنيه‏ْ
وتبارزوا في ذكرياتٍ لم أكن فيها وقصّوا
من شريط الذكريات ملامحي
وتقصّدوا أن يصبحَ النسيانُ جلّادا
وقطعًا ذابحي…

مظهر عاصف