أنا الأقصى أصارعُ للبقاءِ
هل الآذانُ صمَّتْ عن ندائي
وهل في أمةِ المليارِ حرٌّ
يعاجلُ جرحَ قلبي بالدواءِ
أما ولدتْ إماءُ اللهِ شهماً
وأُرضِعَ بالمروءةِ والنقاءِ
جموعُ الماجداتِ تذودُ عنّي
وتلقى كلَّ ألوانِ العناءِ
وأشباهُ الرجالِ تغضُّ طرفاً
وقد خَلَت الوجوهُ منَ الحياءِ
هديرُ مآذني أضحى أنيناً
قناديلي تُآذنُ بانطفاءِ
قبابي باتَ يعلوها انكسارٌ
محاريبي ستجهشُ بالبكاءِ
بنو صهيونَ قدْ عبثوا بساحي
وذي قطعانُهم ملأت فِنائي
أنوءُ بمحنتي والعينُ منّي
تفتِّشُ عن قليلٍ من وفاءِ
فهذي أمةُ الإسلامِ أضحتْ
ملاييناً ولكنْ كالغثاءِ
جيوشُ العربِ قد لبَّتْ سريعاً
نداءَ العلجِ منْ بيتِ البغاءِ
وصُمَّتْ عن سَماعِ نداءِ جُرحي
وغُمَّ على نواظِرِها انتفائي
أحنُّ لدولةِ الإسلامِ تزجي
جيوشَ الفتحِ يحدوها لقائي
وفرسان الجهادِ تسيرُ نحوي
وصوت الحقِّ يعلو في سمائي
ويصدحُ في المآذنِ صوتُ عزٍ
يزلزلً كلَّ منْ راموا فنائي
أنا ما زلتُ للأعداءِ خصماً
عزيزَ الركنِ لم يكسرْ إبائي
رفاتُ الفاتحينَ يضيءُ ليلي
ويؤنسُ وحشتي بعدَ التنائي
أبا حفصٍ أما لكَ من حفيدٍ
يجدِّدُ عهدنا بعدَ انقضاءِ
صلاحَ الدينِ هل ما زالَ جُرحي
يؤرِّقُ ليلَ من سفكوا دمائي
إلهي منْ سواكَ إليهِ أشكو
جموعَ الصامتينَ على بلائي
_______________
نافذ الجعبري