أمّــاهُ تـجري بالأسَــى كَلمــاتـِـي 
ويذوبُ صوتي في صَدى صَرَخَاتـي
و تَموتُ بينَ الرافديـــنِ قَصائـِدي 
وتـنـُـوحُ بـيــنَ جوانحي حَـسَراتِـي
قصصٌ من الأوجاعِ تغزو سمعَنـا 
تغتـــــالُ فـي أفواهـِـنـــا البَسـمـَـاتِ
وكريـمةٌ تشكُـو الـهَـوانَ بأرضِــنَـا 
ضَاقـتْ بِوصفِ جِراحِـها كَـلمـاتِـي
أَأُخَـيَّ دمعي في جُفــوني حائـــرٌ 
والهَــــمُّ بـَـاتَ مُلازمَـاً قـَسَـمَاتِــي
فانقشْ جرِاحِي في الزَمَانِ قَصيدةً 
واجـعَلْ مِــدَادَ حُـرُوفِهَـــا عَبَـراتِــي
جيشُ الذئابِ يصـولُ بـينَ رُبوعِنا 
ويُزلــزلُ الأعـراضَ في الطُـرقَـاتِ
ويـدوسُ أثــوابَ العَفــافِ بنَـعلِـه 
ويُذيــقُ مـِـن كـأسِ الـرَدَى أَخَـوَاتِــي
أَأُخَـيَّ إنَّ ذئـابَهم قـد أحـكَــمتْ 
في عـِرضـِنا سيـّلاً مِـــنَ الطَـعـَــناتِ
وغـدتْ جَدائـِلُ شَعـرِنـَا مَذبـوحةً 
تـَـروي الأسـى في وقــتِ كـلّ صَــلاةِ
أختــاه صبراً إن تحــتَ رمادِنـــا 
نـاراً سَـتــمحُـو حُـلـكــةَ الظُـلـمــاتِ
وغداً سـتعصفُ بالبُغاةِ عواصفٌ 
تَغلِي بِنَــار الـثـَأرِ لـلـعَـبـَــرَاتِ
مـن نـهْرِ دجـلـة تَـسـتـمدُ دمَارَهـا 
مَـصْحُـوبـَـةً بالـموتِ واللـعَــنَـاتِ
تـَجـرِي فَـتَـقتـَلـعُ الـنِّـفـاقَ وأَهلَـه 
وتَـعودُ مــن بـَعـدِ البُـكا ضَحكاتِـي
سأُلـقّنُ الرَّشَاشَ بـَعــدَ سُــكــوتِه
لحناً يجــودُ بأعـذَبِ النَّغَـمَــاتِ
وأخُطُّ في لوحِ الزَّمَانِ قَـصـيـدتي 
وأُزيــّــنُ الأبـيــــاتَ بالطَــلـقـَـاتِ
أختَّـــاهُ إنّـي بالـدّمـاءِ نَسجتُـهـا 
ونَظمْـــتُها مــنْ أَدمــعِ الحَــدَقَـاتِ
وعلى جـِراحِ الثـَائِـرينَ وَزنــتُـــهَـا 
وسَكـبــتُ بيـن حُـرُوفـِها حُرقَـاتِـي
ولَعــنتُ فِـيـهَا كُــلَّ أَبــناءِ الزِنَــا 
مِـن قـَـادَةِ الحَـفَلاتِ والـسَّـهَـــرَاتِ
أُختـَاهُ إِنِّي قَد صَدحتُ بثَورَتِي 
وَلربّـمـا كـانَ الـجَّـزاءُ حَـيَــاتِـي
ولربّـما اقتـلعَ الطغاةُ أَظَـافِــرِي 
وَتَـقَـاذَفَــتْ رَاحـَاتـُهـم حَـدَقَـاتِــي
حـرٌ أنا ومطـاردٌ مِـن جِنْــدِهــم 
متمرّدٌ تـَحـتَ التُّـرابِ رُفـَــاتي
حُـرٌ لأنـي لا أُداري عــــورةً 
مَـفـضُـوحَـةً تَـزدَانُ بِالـشُّـبُـهَـاتِ
حـرٌ وقَلبِي بالـعِـــرَاقِ مُـعَــلَّــقٌ 
وبـأَهـلِه حَـتَّـى تَـحِـيــنَ وَفـَـاتِـي
سَتظلُّ تَنضحُ باللَّهِـيـبِ قَصَـائـِـدِي 
حَـتَّى تـُردَّدَ في السَّـمَـا صَـرَخَاتـي
نَـفْـسِــي فـِــدَاءٌ للذَينَ دِمَــاؤُهــم 
فَجْـرٌ تَــسِــيرُ بِنُـورِه خُطـوَاتـي
نَـفْـسِــي فـِــداءٌ للواتِي تَـنْـتَخِـي 
مِـن أَجـلِهـنّ النَّـارُ فـي زَفَرَاتِــي
نَـفـســي فـــِداءٌ للعراقِ وأَهْــلِه 
وأنا ابـن غَــزّةَ والفُـراتُ فُراتِـي
_______________
محمد سعيد رباح