قدمايَ فوقَ الأرضِ دونَ مُعَوِّقِ
والروحُ تسبحُ في الفضاءِ وترتقي
……….
لابدَّ يومًا أنْ تفارقَني الخُطى
فتكونُ روحي لُجَّتي في مأزقي
………
فإذا أردْتَ بأنْ تكونَ مُخَلَّدًا
تأوي إلى رٌكنِ البهاءِ المُشرقِ
………..
فارْبَأْ بنفسك عن مسايرةِ الهوى
والنفسُ إنْ شاءتْ نزالاً فاسبقِ
………
لا تغرفنَّ من المشارب آسنًا
تُسْقى زُلالاً من غديرٍ مُغدقِ
………..
إنَّ الهوى ليسَ الغرامَ وما بهِِ
كأسُ الغرامِ إذا تطيَّبَ فاستقِ
…………
لكنَّه مرضُ النفوسِ وذُلُّهَا
هو أنْ تُصادقَ كلَّ جِلْفٍ أخرقِ
……….
هو أنْ تطبِّلَ للذين تألَّهوا
للملحدينَ لكلِّ فِكرِ مُهرطِقِ
………
زعموا الحياةَ بلا إلهٍ …دَأْبُهمْ
ألا يَدينوا للكتابِ الأوثَقِ
…………..
كي لا يُحيطَ رقابَهمْ ما يقتضي
إيمانُهمْ.. تبًا لهذا المنطقِ
……..
لاشيء يَحْرُمُ في ظلالِ( هُداهمُ)
إلا صلاحَ المستقيمِ المُتَّقي
……..
باسمِ الحضارةِ سفَّهوا أديانَنا
جعلوا التخلُّفَ كلَّهُ في المشرقِ
……….
لو فكَّروا بالموتِ كيف يحيطهم
أو فكروا بالبعثِ دونَ تعلُّقِ
………..
لو فكَّروا بالغيثِ كيف صَحَا به
بعد اليباسِ نباتُ قَفْرٍ مُمْلقِ
…………
لو حكَّموا أجسادَهم ودماءَهم
كيفَ الحياةُ تجولُ دونَ مُعوِّقِ
………
لو فكَّروا في الأرضِ.. في أشيائِها
في بحرِها … في شأنِ كُلِّ مُحَلِّقِ
……….
مَنْ علَّمَ الكونَ الفسيحَ وأرضَنا
أنْ يَحملا من كل شيءٍ نستقي
………..
منْ علَّمَ المدَّ البحارَ وجزرَها
من علَّمَ الماءَ الطُفوَّ بزورقِ
………..
مَنْ عَلَّم الطِفلَ الرضيعَ بُكاءَهُ
أو علَّمَ الأطيارََ حُسنَ المنطقِ
…………
منْ صاغَ للذراتِ حُسنَ بنائِها
فنظامُها في الكونِ لم يتفرَّقِ
………..
وصِفاتُنا من حاكَها ببراعةٍ
في نطفةٍ وبُييضةٍ ومخلَّقِ
…………..
هل صدفةٌ هذا الوجودُ وعقلُه
في الكونِ عقلٌ حاذقٌ لمْ ينطقِ
………..
لو قِيلَ للإنسانِ هذي الأرضُ فاخْ
لُقْ ما تراهُ مناسبًا…… يا منطقي !
……..
لَتراهُ يعجَزُ أنْ يُفكِّرَ بالسَّحابِ
وبالحديدِ وبالغلافِ المُطْبِقِ
………….
أفكلُّ هذا الكونِ يُعجِز ُوصفُهُ
هو صدفةٌ ..تبًا لِفكرٍ أحمقِ
…………
ما الفلسفاتُ بعُمقِها وبِغَورها
إلا لتفتحَ كلَّ بابٍ مُغْلَقِ
……….
لكنَّها وقفتْ على أعتابها
لمَّا تناهتْ للسؤالِ المُغرِقِ
………..
من أينَ أولُ حبةٍ في كونِنا
من أينَ أولُ بيضةٍ لمُِخَلَّقِ
…………………..
فَكِّر أُخيَّ بصمتِ ليلٍ هاديءٍ
من أنتَ دونَ تبجُّحٍ وتشدُّقِ
…………
تلقَ الإجابةَ إنْ عدلتَ عنِ الهوى
من غيرِ صِدقٍ لنْ تكونَ مُصَدِّقي
……………….
واعلمْ بأنَّ الله خيَّر خلقهُ
ماكان دين الله ضَرْبَ المِفرَقِ
………
قد قالها ربُّ الورى لِمُحَمدٍ
أفأنتَ تُكرِه منْ لنا لا يتقي
……………………
عقلُ ابنِ آدمَ إنْ تجاوزَ حدَّهُ
تاهتْ خُطاهُ ورُبَّ فِكْرٍ مُحْرِقِ
………………
حَكِّمْ ضميركَ واستقمْ تلقَ الهُدى
واسجدْ لربٍ خالِقٍ لم يُخْلَقِِ
___________
محمود موزة