قلمٌ شاخ وعـــاف المكـتبْ
والقرطاسُ هزيلٌ مُتـــعــبْ

وقـــوافٍ تهـــزأ من زمــــنٍ
شابَ الطفلُ وأصبحَ أحـدبْ

وعروس الشعر قد انحرفتْ
وعروس البحر غدتْ تـلـعبْ

تتراقصُ من فــوق حــبــالٍ
تتأرجحُ طيشاً تتشــقلــبْ

والبــحرُ الهــدارُ تـــهــادىَ
والمـــوجُ الغـــــدارُ تـــأدّبْ

وفــــراتٌ قـد صـار أُجـاجـاً
والمـاءُ المــــالحُ إعـذوذبْ

ملك الغاب يزمـــجرُ طـربـاً
والغابـةُ نـزلتْ للـملعـــبْ

فيـها الثعلب صاحـب دبـاً
أما الــــدّبُ فـراوغَ ثعـلـبْ

وكذا الظبيُ يطاردُ سبـعاً
والـسبع جـبـانٌ يتـهــرَّبْ

وذئاب الغدر قـد ابتسمتْ
للـحــمـلان أتَـتْ تتقــرَّبْ

وضباع الليل لـهـا خَـبَـبٌ
ما عادت كذوات المِخْلَبْ

والمعـزةُ ترقص بالملهـى
والتيسُ على النغمة يُحلَبْ

والجاموسُ الأبـيـضُ ثمــلٌ
والأسْودُ في الحانة يشربْ

والحــربـاءُ بــتـيـهٍ بـرَزَتْ
لا تـتـوارى لا تـتــقـلَّــبْ

سرقتْ حُلّتَهـا من قُـزَحٍ
بَهتَ القوسُ وصار مُغَيَّبْ

والرقطـاءُ تَـلَـوَّتْ خَـفَــراً
والشهـدُ من النّاب تصبَّبْ

تَخلعُ ثـوبـاً تلبـسُ ثـوبـاً
والـفأرُ برقصتها مُـعْجـبْ

يا صاحبُ ذا حالُ الدنيـا
إن عَــرَّجْـتَ فلا تَتعـجّبْ

فالخـوانُ غـدا مُـؤتمَـنـاً
وأمـينٌ بالـبـاطـل يُضربْ

والـكـذاب بـدا صدِّيـقـاً
والصادقُ يـرمى ويكَذَّبْ

سادَ الوغدُ وشاعَ الحِقـدُ
وماتَ الودُّ بـلـدغةِ عقربْ

فاضَ القـهرُ وجـفَّ البحـرُ
وتاه الشِّعرُ وأصبح مَقْلَـبْ

ظُلِمَ الشيب ُكساهُ العيبُ
وضـاعَ كليبُ بفحلٍ أجْـرَبْ

شعر:محمود الدميدي