رويـــدَكَ يا بنَ آدمَ في الضَّــلالِ فإنَّ الموتَ مصيدةُ الرجــــــالِ
رويــدك فالحيــــــاة بلا خلــــودٍ وأنت عن الهدى والحـق ســالِ
تبالغُ في الورى هَمْـــزاً ولمْـــزاً وجلُّ مُناك أسبابُ الوصـــــال
تمارسُ لـَــذةً وتُمــــيطُ أخــــرى وتقترفُ الكبائرَ في الليــــــالي
 ألم تعـــلمْ بأنـــَّـــــكَ أنت فـــانٍ وأنك ذائقٌ كيـــــدَ المــآلِ

وأنك ســوف تلقــى اللهَ يومــــــاً فلا تكُ بين أصحاب الشمـــــالِ
فلا ولـــدٌ سيغنـــــــي عنك شيئاً تنادي أين جــاهي ؟ أين مالي؟
وأيــن أخيَّــتــي وأبــــي وأمي ؟ جميعاً أين عمي ؟ أين خالي ؟
لقد تركوك محتــاراً وحــــــــيداً وما لك حيلة .. في كل حـــــالِ
فأين تفــرُّ ؟ هـل ينجيــك مجــدٌ وأنك كنت من أهــــل المعالــي
وهل ينجيك جمـعٌ من رجـــــالٍ شــدادٍ مثلمـا شُــــــــمُّ الجبـــالِ

وأين تفــــرُّ يا هــذا ؟ أجبـــــني وسُعِّرتِ الجحيـــمُ بــــلا زوال
وراحت تنطقُ الأعضـاءُ جهراً وتصديقــاً بحضرة ذي الجلالِ
فوا ويلاه إن ألقــــوك أرضــــاً وناداك المنـــــــادي للســـــؤال
وقُيِّــــــدت الأيادي ثمَّ غلَّـــــتْ إلى الأقــــــدام في سوء الوبالِ
وسلسلةٌ تُحـــاطُ بها فتهـــــــوي بها سبعيــــن عاماً في نَكـــــالِ
من المهل الذي يشوي ستُـسقى كشرب الهيم تشرب لا تبــــالي
وتأكل من جنى الزقوم حيــــناً وحيناً من صديـــــدٍ بالنعـــــال

فذقْ مما جنتْ كفـَّـاك فيهــــــــا نَكــــــــالَ فسوقِِ أيامٍ خـــوال
وذقْ عن كل مظلمـــــة ٍعقابـــاً وذق حسناه عن خير الفعـــــال
فيا عبدَ الإله كفــاك تيهـــــــــــاً وكبراً فالخلـــودُ من المحـــــال

فقدمْ ما استطعـتِ لكي تخطَّــــى الصِّراطَ أحدَّ من حدِّ النِّصـــال
فإن تهوي بها جوزيت تعســـــاً ونكساً بالغـــــــدوِّ وبالأصـــالِ
وإن تجتـــــــازُه خيراً ستـلقى وتنعــم بالسعــــادة والجــــلال

وتدخل حينـــــها جنـــاتِ عــدنٍ بها الأشجــار وارفةُ الظــــلال
وحورٌ عيــــنُ بيــضٌ كاعبــاتٌ تحـــاكي في نضارتهــا اللآلي
وأنهــارٌ من اللبــــن المصــــفّى وأنهــارٌ من المــــــــاء الزلال
شرابُ الزنجبيل ولحمُ طــــــيرٍ وولدانٌ تطــــوف على التوالي

فطبْ نفســـاً بها والله يجــــزي ثوابـــاً من به خيرُ الخصــــال
فأطلقهـــــا يـداً مـــــلأى ببــرٍ وكن عوناً لطــــلاب النـــوالِ
ولا تقربْ حراماً أو تُصبـــــــهُ وكن ممَّن ينافسُ في الحـــلالِ
فأهلُ الشــــرّ مسعاهـــــم دنيءٌ وأهلُ الخير تسمو في المعالي
شعر/ إبراهيم الأحمد