26 يونيو, 2012 إعتذار… ولا عذر
لمن يحـفـرون القـبـور احتياطـا لـدى كـل جمـعة
لمن أوقـدوا الـروح فـيـها بلـيل الظـلامـة شمـعة
لأم شـهـيـد تهـدهـد قـلـبـا كـلـيـما بـدمـعة
لبنت تمد النـداء: أبـــــي.. ثـم تـرقـب رجـعه
و يصـغي أخـوها و ليس سـوى الصمت يقرع سمـعه
لشـيـخ يطـيل الـدعـاء و يخفي عـن الخلق وجـعه
يبـدّي ابتـسامـا و يـكـتـم آهــا تـقـوّم ضلـعه
و للـياسمـين يكـفـن قتـلى و يسـكـب ضـوعـه
و يشـمخ فـي الشام يـرهـب سيف الظلوم و نطـعه
إليهم جميعا أمد اعتذارا بطول المذلة فينا
و عرض الهوان الذي يحتوينا
أمد اعتذاري و لا عذر إلا التخاذل..
أدري بأنا هنالك لم نخذل الأكرمين
و لكن خذلنا بقايا الرجولة فينا
خذلنا هنالك أحلامنا بالصباح يوضئ كل الجهات
و ينثر فيض الضياء على النائمينا
بشمس تقبل سمر الجباه
و تمسح ما خلفته يد العار عن أوجه لطختها سنينا
خذلنا غد الطفل يكبر لا يعرف العز
إلا أساطير تروى عن الغابرينا..
هنالك حيث الحـياة كلـعـبة فـيديـو و لكـنها دون متـعة
سـريـعا تـمـر و لا شيء فيها سـوى الموت يأتي بسرعة
كـأن الـزمـان غـفا جمـعة أو تبدلت ايامـهم ثَـمَّ جمـعة
يظـن المجـند أن صـار ربا صغيرا يطـبق في الناس شرعه
يحـدد مـن ذا يعيش و مـن ذا يموت و مـن ذا يؤجل نزعه
يـزخ الرصـاص كـما عـابث يبعثر أحجـاره فـوق رقـعة
و يا ويـحـه ليس يـدري بأن الممات هناك حـياة ورفـعة
و أن الرصـاص و إن فرق الجمع أو دك بيتا و حيا و قلـعة
فليس يـدك قـلاع المحبة تشمخ فـي كـل قـلـب و بقـعة
و لكـن يـروي بـذور التحرر فيهم فينبت فـي الشام زرعه
و حين يمرون في البال ذكرى جميلة
أنكس قلبي حياء برغم اشتياقي و ألزم صمتي
لأني أخجل أن أستفز القوافي كي أسرق الضوء منهم
ببعض كلام أشققه حين تخذلني كل حيلة
و أخجل من أن أشوه طهر الدماء بسود الحروف..
و أخجل من حمزة الطفل يكشف عوراتنا للمرايا
فنسبل عهر الكلام و نرثي الصبا و الطفولة..
و أخجل من بسمة فوق ثغر الشهيد تذكرني بالذي لست أنسى..
تطمئنني أن أهلي بخير..
و تهمس: يا متعب الروح
إن الحذاء هناك لأشرف من عيشة القهر بين الجموع الذليلة
رياض بوحجيلة/ الجزائر