عَلَـــــى وَرَقِ الشَّطْرَنْجِ تَلْهُــو البَيَادِقُ
وَتَحْــمِي الأَيَـــــــادِي رَقْصَهَا وَتُسَابِقُ
…..
وَلَــــمْ تَدْرِ إِنْ كَـــــــانَتْ تَخَافُ أَنَامِلاً
وَغَــــــدْرًا مِـــــنَ الآَهَاتِ حِـينَ تُنَافِقُ

تَدُورُ مَـــــــعَ الأَنَّـــــاتِ حِيثُ تُرِيدُهَا
وَتَجْثُو إِذَا مَـــــــا العَيْــــنُ فِيهَا تُحَدِّقُ
…..
بَيَادِقُ الشَّطْرَنْــــــجِ لاَ وَصْــــلَ بَيْنَهَا
وَبُعْدٌ عَـــــــنِ الخَطَّيْــــنِ ظَلَّتْ تُعَانِقُ
…..
إِذَا نَفَـــخَ اللاَّهِــــــي سُمُومًا بِأَرْضِهَا
تَمُوتُ كَمَـــا مَـــــاتَ القَرِيبُ المُفَارِقُ
…..
وَتَصْطَفُّ بِالخَـــــــانَاتِ مِثْلَ كَبِيرِهَا
وَتَنْهَارُ بِعْدَ الأَمْــــــــرِ حِــــينَ تُوَافِقُ
…..
فَلاَ يَدَّعِـــــــي التَّبْجِيلَ كُـــــلُّ مُسَابِقٍ
وَلاَ يَدَّعِــــــــي التَّحْكِيمَ حِينَ يُصَادِقُ
…..
جُنُودٌ مِــــــــنَ الأَحْجَارِ تَرْنُو فُتُوحَهَا
وَ قَادَاتُهَا مِــــــــلْءَ الحِــرَابِ تَخَنْدَقٌوا
….
فَلاَ الفَتْحَ نَالُوا مِــــــنْ حُرُوبٍ عَقِيمَةٍ
وَلاَ السِّلْمَ حَازُوا فِــــي تُرَابٍ وَعَانَقُوا
…..
وَعَاشُوا مَـــعَ الشَّطْرَنْجِ مِنْذُ ظُهُورِهِمْ
وَيَرْضَوْنَ بِالأَغْـــلاَلِ فِيهَــــــا تَوَافَقُوا
…..
وَرَسْمٌ إِلَـــــى الأَقْدَامِ قَـــــــلَّ حِرِاكُهَا
وَأَسْرٌ مِـــــــعَ الإِذْعَـــانِ دَوْمًا مُرَافِقُ
…..
طَرَحْتُ عَلَـى الشَّطْرَنْجِ خَيْرَ سُؤَالِهِمْ
يُرِيدُونَ مِنْـــــــكَ العِتْــقَ هَلاَّ تُوَافِقُ؟
……
فَقَالَ بَــــــــــرِيءٌ مَا وَصَلْتُ قُيُودَهُمْ
وَقَــــــــدْ أَلِفُوا الأَغْلاَلَ وَهْــيَ تُفَارِقُ
….
وَأَرْضِي إِلَـــى السِّلْمِ الجَمِيلِ فَسَحْتُهَا
لِيَلْعَبَ فِيـــــــهَا مَـــــــــنْ لِحِلْمٍ يُعَانِقُ
……
سََمَائِي إِلَــــــى الأَحْرَارِ تَبْقَى رَحِيبَةً
وَسِلْمِي بُعَيْدَ الحَــرْبِ عِطْرٌ و عَاتِقُ
….
بلقاسم عقبي