لـهْــفي عـلى مـا جـرى فـي الـعـالَـمِ الـعـربي لــهْــفي عــلـــيــهِ مــن الأحــداثِ والــنُّـــوَبِ

واحـســـرتـاه عـلـى ذاك الــجَــمــالِ خــــبــا وا حــســـرتـــاه عــلـــى أبـــنــائــهِ الـنُّـجُـبِ

واحـســـرتــاه عـلـى مــاضٍ مـضى حُـلُـــمًـا قــد كــان فــيــهِ يُــنــاغــي عــالـي الــرُّتَــبِ

واحـسـرتــاه عـــــلــى مــجْـــــدٍ أنـــاخ بـــهِ يـومًــا وكـان حــديــثَ الــنَّــاسِ والــشُّـهُـــبِ

واحـسـرتـاه على أصــــــواتِـنـا صــــدحــتْ بـالأغــنــيــاتِ تـــغــذِّي فَــــوْرَةَ الــطَّــــرَبِ

كــنَّــا نــؤمِّـــلُ فــيــهـا وحـــــدةَ الـعــــرَبِ ونُــنـشـدُ الـشِّــعــرَ فـي راقٍ مــن الــخُـطَــبِ

والـيـــــومَ صـارتْ حـــرامًـا لا نــقــارفُــه مــثــلَ الــكــبــائــرِ في شــعــبــانَ أو رجَـبِ

أيـن الـشِّـعـاراتُ في الأفـــــواهِ صـــادحـةً كــنَّــا نــغــازلُـهـــا فــي ســالــفِ الـحــقَـــبِ؟

أيـن الـشِّـعـاراتُ: أرضُ الـعُــربِ واحــدةٌ وأنَّ مَــن مــسَّــهــا يــصـلـى لـظـى الـلَّـهَــبِ؟

أيـن الـشِّـعـاراتُ أودتْ هـل غـدتْ رِمَـمًـا أم أنَّـــهــا انـــقــــلــبــتْ فـي سُـوءِ مُـنـقَــلَـبِ؟

تـشـتَّـتَ الـعُــربُ في الأهواءِ وانـقـسـمـوا كــــلٌّ يـفـــــتِّـــتُ جــــزءًا دونـــمــا سَـــبَــبِ

مـا عـاد فـي ربْـعـنا الـمـنـهـوكِ مَــنـقـبـةٌ فــقـــد غــــدا رأسُـــه فـي مـــوْقِــعِ الـــذَّنَــب

عـدَتْ عـلـيـه ضــبــاع الــغـاب نـاهِـشَـةً لــم تُــبْــقِ فــيــهِ لُــقَـــيْــمـــات لـــــذي أربِ

وآده الـخــــطـــــبُ فـانـهــدَّتْ دعــائـمُـه كـــأنَّـــه غُـــــــلَّ لــــــلأذقــــانِ والــــرُّكَـــبِ

فـصـــار مِـسْــخًـا وأشــلاءً مـــمــــزَّقــةً وســاحــةً هــرِمَــتْ آلـــتْ إلــى الــعَـــطَـــبِ

ومـضـــغـةً لــمْ تَـــسُـــغْ إلَّا لــلاقِــمِـهــا في قــصــعَــةٍ نَـهْــبَ أفَّــاكٍ ومُــغــتـــصِـــبِ

ونـحـن كالـلَّـحـمِ مـنـضـودًا على وَضَـمٍ وآلــةُ الــفـــرمِ تــرمــيــنــا إلــى الــحــطَـــبِ

كـــلٌّ يـــرومُ مــن الأوْطــانِ بُـغــــيـتَـه بــالــمَـكْـر والـخِــسَّـةِ الـرَّعــنــاءِ والــرّيَـــبِ

كـلٌّ يُـــراوغ كــيْ يحـظى بـحِـصَّـــتـه كــأنَّــمــا هــي سَــلْــبٌ والـــبـــلادُ سَــــبــــي

كـــلٌّ يــسُـــبُّ على قُــطــرٍ يــجــاوره بـالــشَّــتْـمِ والـلَّــعــنِ والإرجـــافِ والــكـــذِبِ

كـلٌّ يـبـثُّ لـظى الأحــقـادِ يـزرعُــهــا في صــدرِ طـفـلٍ وفـي وجــدانِ كـلِّ صَــبـي

ويُـشعـلُ الـنَّـارَ تـغـزو كـلَّ حـاضـرةٍ كـأنَّــهـا الــحـــربُ عـــادتْ مـن أبـي لَــهَـــبِ

حـتى غـدوْنا مَـثـارَ الـهُـزء مـن نـفـرٍ رأوا بـأفـعـــالِــنـا ضَـــربًــا مـــن الــــلَّـعِــــبِ

فسرِّحِ الـطَّرفَ في الأرجـاءِ قـاطـبـةً في الشرق والغربِ (تـلــقى) غـايـةَ الـعـجَـبِ

مـتـى نـعـــود إلى ديـــنٍ يُـجـمِّـعُــنــا ورابـــــطٍ كــان يــغـــذونــا مــن الــنَّــسَــــبِ؟

مـتـى تــعـــود لــنـــا أيَّـــامُ قــوِّتِــنـا فــيــهــا نــبـــــاهـي بـأثــوابٍ لـــنـا قُـــشُــبِ؟

مـتى سـيـفـهمُ أربابُ الـمَـعـاول مَـن يُـسـيـئـون لـلأمَّـة الـكــبــرى مـن الـــنُّـخَــبِ؟

أن الـشُّـعــوبَ تـروم الـيَـوْمَ عـزَّتَهـا وأنَّ عِــــــزَّتَــهـــا فــي وحـــــــدةِ الــعـــرَبِ

محمد عصام علُّوش