هزّ الشجاعُ جذوع الموت في وطني
فاسّاقطتْ جثث الأعداء في وهَنِ

ألا بارك الله أمّاً أنجبت بطلاً
وأرضعتهُ إباءً مجّةَ اللبنِ

غذتْهُ عزّاً وإقداماً وتضحيةً
طبعَ الفوارسِ لا يخشى عنا المحَنِ

يمضي إلى الموتِ ظهرَ الرّيحِ ممتشقٌ
ما هابَ سيفَ الرّدى يوماً ولمْ يهُنِ

نادتْ جنينُ فلبّتْ روحهُ ومضى
يُهدي الأعادي شواظَ النارِ في تقَنِ

أزَّ الرّصاصُ كما أزّتْ مدامعنا
فأبدلَ الفرْحَ للسفّاحِ بالحزَنِ

قضى شهيداً بريحِ الوردِ معتبِقاً
وباسمَ الثغرِ والعينينِ في وسَنِ

إلى جنانِ الخلدِ يا نسراً يغادرنا
روحٌ وريحان مسكٌ طافَ بالكفنِ

أثلجتَ صدراً بجمرٍ باتَ مُحترقاً
من غدرِ أنذالَ قطفوا زهرَهُ وطني

هذا ابنُ قدْسي ومن كالقدسِ منجِبَةٌ
أُسودَ غابٍ تدُّك الأرضَ إنْ يحِنِ

يومُ الفداءِ .. وإنْ نادتْ حرائرنا
لبّوا بأرواحَ ما ذلّتْ ولم تَخُنِ

هذي فل-سطينُ أرضُ الشهدِ ما فتئتْ
أمُّ الجبابرَةِ الماضيينَ في الزمنِ

كانت ومن أزلٍ واليوم حاضرةٌ
غداً بباقيةٍ في الآيِ في سُنَني

صه -يونُ زائلةٌ ما عزّ سانِدُها
ذُلاً وخذلاناً يا بئسَ من ثمنِ

ذا وعدُهُ ربي منْ ذا يخالفُهُ
ووعدُهُ الصدقُ إن كُنْ قالها يكُنِ

عائدة قباني