وطنُ الندى
لا مرحباً في القصرِ يقطنه الضباب
أو بادياتِ العمر يُفْجِعُها السرابْ

أو في ليالي الأُنس فرّقها الأسى
كنا وكانت رمحَ فجرِ الاغترابْ

إنّي على جسرِ المهابةِ فاعلموا
إني الجسورُ أعضُّ أطرافَ السحابْ

إني نديمُ الفقر يا وطن الندى
إني جليسُ الكوخ يعلوه اليباب

أطوي جناحَ الذُّلِ من هولِ المحنْ
أحميِ الأجنةَ في البطون معَ الزِّغابْ

يا موطنيْ قد كبّلوك بجبنهمْ
صارتْ حقيقةُ عودتي أدهىَ المصابْ

والبحرُ يهدرُ عزةً يا أمتيْ
أين الملوك ُوسادةٌ تهوى الصعابْ

أين النوارسُ تقتفيْ نورَ الصباح ْ
داست على خدِ الأزاهير الرّضابْ

يا قدسُ لا تبكيْ دموعاً من دمٍ
قد فقتِ حدَ الصبرِ لا يُجديِ العتاب

شدّي الإزارَ على النوائبِ واذكريْ
جيشَ الصلاحِ وقادةً تهوىْ الإياب

ناديِ الأحبةَ إنَّ فجرَكِ عيدُهمْ
يا خضرة الزيتون يا أغلى ترابْ

هُمْ عائدونَ تجمليْ لقدومِهِم
وزيّنيْ بالورد موفورَ القبابْ

وذكّريِ التاريخَ أنّك ِمجْدُهُ
أرض ثراها التبر مهيوب الجناب

كلمات: هدى مصلح النواجح