تجري السنون
تجري السنون ويمضي العامُ والعامُ
والعمرُ شاختْ على ضلعيهِ أحلامُ

رحى الزمانِ غليظٌ لا فؤادَ لهُ
في كلِّ نازلةٍ تشكوهُ أرحامُ

جارتْ نوائبهُ في نحرِ أمنيةٍ
كم في هواها عتتْ بالجرح آلامُ

بأيِّ عيدٍ رأيتُ الناس قد فُتِنوا
زيْغٌ وإفكٌ و غيُّ فيه آثامُ

هل كلُّ من بدَعَ الأعيادَ نتبعهُ؟
أم كل من حازَ سيفًا فهو مقدامُ؟

فيا لها من هوىً بالإفك معلنةٌ
حتى تبدّى لها شوقٌ وتهيامُ

ما من هناءٍ ووحلُ الذلِّ يغمرنا
والظلم عاثَ له في الأرض أقوامُ

عمَّ البلاءُ وطيفُ البؤسِ سوَّرنا
وقَضَّتِ العيشَ أوجاعٌ وأسقامُ

والحقُ يُمحقُ جورًا آه وا أسفي
مجدُ الأوائل كم يشقيهِ ظُلَّامُ

لا خيرَ في زمن آمالهُ نُحِرتْ
على المقاصل نابُ الخبثِ بسَّامُ

فالخزيُ لاحتْ على الأعرابِ رايتهُ
تدثَّروا العهرَ مذ بالفحشِ قد هاموا

تقلَّبتْ شيَمُ الآنام واخجلي
وأترعَ الدهرَ بالأحقاد أقزامُ

حاشا بأن نجعلَ البهتانَ ديدننا
دينُ الخلائق في الأكوان إسلامُ

لا تأمننَّ مرايا الغرب كم خدعتْ
حتى تهاوتْ لها في الشركِ أقدامُ

إنَّ القلوبَ على الإيمان قد فُطِرتْ
طهِّرْ فؤادك لا تغويكَ أوهامُ

وكنْ حكيمًا ولا يُرديكَ معتقدٌ
في فكرهِ الإفكُ قد خطَّتهُ أقلامُ

ياسمين العابد