لم يرحلوا و الأرضُ تزفرُ نارا
و يحوطهمْ خطراً بها ودمارا

لم يرحلوا و القاذفاتُ عليهمُ
هطَّالةٌ و لقتلهم تتباریٰ

تنهالُ بالقصفِ المروِّعِ والأذیٰ
مطراً يساقُ عشيَّةً و نهارا

لم يرحلوا والعيشُ موتٌ كلهُ
فالموتُ أصبحَ رغبةً و خيارا

لم يرحلواوإلیٰ الرحيلِ دعاهمو
جوعاً و فقدَ أحبةٍ و حصارا

والدارُكوماًمن ترابٍ أصبحت
و الذكرياتُ الغالياتُ غبارا

حملوا بقلبٍ صابرٍ آلامهم
جعلواالرضالرضاالإلهِ مسارا

أوبعدَما لاقواالذي لاقوهُ من
ثمنِ البقاءِ وواجهواالأخطارا

أيغادرونَ حِماهمُ ، بخساًلكي
يدعوا البلادَ لطامعٍ سمسارا!

في كلِّ شبرٍمن ثراها أدمعٌ
هطلت سقت وجعاًفأنبتَ ثارا

في كلِّ شبرٍ قد أريقَ بهِ دمٌ
زاكٍ فأشعلَ للبقا إصرارا

ومواكبُ الشهداءِأعراس المنیٰ
و دماؤهم للعاشقينَ منارا

الزارعونَ العشقَ زيتوناً بها
و الحبَّ تيناً و الإبا صبَّارا

هم كالنخيلِ تجذَّرواوتفرَّعوا
ما اهتزَّ رغمَ أساهمُ الإكبارا

قديقبلونَ الموتَ دونَ ثراهمو
لكنَّهم لا يقبلونَ صَغَارا

من أشربواحبَّ البلادِ وأدمنوا
حتیٰ الثمالةِ عيشهم أحرارا

الموقنونَ بأنَّ هجرَ حماهمو
هدفُ البغاةِ ونكبةٌ إن صارا

ومصيبةٌ أخریٰ وبعثُ مواجعٍ
تكرارها لا يقبلُ الأعذارا

الناظرونَ الأرضَ كالأمِّ الرؤو..
مِ وحقّها تلقاهمو أبرارا

وترابها الغالي الذي لا يُرخَصُ
أو يُستعاضُ بمثلهِ إن بارا

خالد الخطيب