عَبرات تختنق

يا غصة أعجزتِ بوح الأحرف
أوقفتِ أنفاسي ولم تتوقفي

مخنوقة تلك الأحاسيس التي
قالت لها الآلام يا هذي قفي

لكأنني والكون يخنق عبرتي
أنقاض بيت تحت وقع الأسقف

أرخصت في هول الحياة مدامعي
وكأنها من قبل لا … لم تذرف

يا هذه الأيام جئت عسيرة
ما بال مكرك في المآتم يحتفي

وحدود علمك منكرات ما أتت
إلا بسمٍّ في الدسائم يختفي

يا خبط عشوا رافقت في زحفها
ريح المنايا … ليتها لم تزحف

يا هذه العمياء يكفي أننا
عمي البصائر والقلوب فخففي

أوَما رأيت ديار آساد الفلا
نهلت كؤوس الذل نهل المسرف؟

سرنا … وصار الدرب يُدمي خَطوَنا
نزف الفؤاد وجرحنا لم ينزف

يا أخت همي والهموم تكالبت
هزي إليك بجذعها وترشّفي

أوتذكرين من السنين خواليا
جاءتك من قِدر السموم لتغرفي

لما تجلت في الدروب ثعالب
ووراءها الخنزير دربا يقتفي

جاؤوك جوعى والجميع مطارِدٌ
لفلولهم وثمارنا لم تقطف

وفتحت بابك للذئاب فأنشبت
أنيابها … وبزرعنا لم تكتف

قد أطبقت فوق الرقاب مخالبا
وتصيح يا أعناق لا تتأففي

جاؤوك بالأغلال يبرق وعدها
يُهدونك القيد الأنيق لترسفي

يا ريح صرصرٍ التي هبت على
أمم خلت في المعصيات … ألا اعصفي

فالأرض شر والديار خرائب
والخلق هارفة بما لم تعرف

يا أرضُ … هذا الشر يرسي سمه
في خنجر فتزلزلي وتخففي

أفعى كليم الله … هذا سحرهم
يعمي العيون فسارعي كي تلقفي

فحبالهم كالعنكبوت تشابكت
وخيوطهم تتلى بصوت المرجف

ما هنت يوما كي يباع بك الثرى
فالبيع شيمة ساقط متزلف

فرعون ينمو شوكه بحلوقنا
هو بائع أم مشتر في الموقف؟؟

هل جاء يسكر في ديار الطهر أم
ساق البلاء لنا بصورة مسعف ؟!

يا أرض جاؤوا من بعيد يلهثون
لمس عرضك فاحذري وتعففي

هزي أديم الأرض تخرج ثلة
خلف اللثام فأبشري وتلطفي

ولتحضنيهم فالثرى أنفاسهم
وترفقي وبحقهم لا تجحفي

فهم الأسود إذا يمس ترابهم
وإذا خلوا ظهروا بقلب مرهف

ريما البرغوثي