لغزةَ تاريخٌ بقلبيْ الممددِ
تنامُ عليه الريحُ بعدَ التهجّدِ

وتصحو على دمعِ الشوارعِ غيمةٌ
تبللُ حُلمَ الضوءِ في أعينِ الغدِ

سأروي ثرى حانونَ إنْ جفَّ ماؤها
وأحمِلُها روحا تفيضُ على يدي

وإن شحّ ماءُ النهر سِلْتُ بصبرها
دمٌ يجعلُ الصخرَ العصيَّ كموردِ

فيا بحرُ، خذْ جُرحي وسافرْ بنزفه
ولن تسأم الدنيا بروح تمرّدي

إذا نزَفَتْ منّي الشواطئ إنّني
سأبحرُ في حرفي لبيتي المهددِ

وأرسمُ في صدرِ الرمالِ ملامحي
وأبني منَ الأصداءِ دربًا لمَوْعِدِي

فهذا الثرى روحي، وروحُ سنابلي
وهذي جراحي لا تَذِلُّ لمُعتَدِ

وإن هدّموا جسري، فإنيَ عائدٌ
على كلِّ موجٍ من دمي المُتَجدِّدِ

وإن حرقوا حلمي أعودُ بنبضهِ
رُبىٰ تُنبتُ الأحرار بعد التشردِ

فقد تُنزَعُ الأغصانُ أما جذورُها
فتمتدُّ رغم النار في عرقِ موقدِ

#اشرف_حشيش