10 مارس, 2025 عالم ظالم
كلُّ الكلام مُقَيّمٌ بمقاس
والكل يخضع عندهم لقياس
في عالم عم النفاق نفوسه
وضميره يخلو من الإحساس
في عالم ٍ أفعاله قد خالفت
ما خط من قيم على الكُرّاسِ
مهما تشدّق بالعدالة وادعى
أخلاقه انحدرت إلى الإفلاس
ولأجل هذا لا يعاتب مجلسٌ
أركانهُ بُنيت بغير اساس
رفعوا لواء العدل لكن عدلهم
جعلوه دوماً خدمةً لكراسِ
فإذا العدالةُ خالفت غاياتِهم
داسوا على هاماتِها بمداسِ
لا تعجبوا إذ يحتفون بظالمٍ
ويصفّقون لمجرمٍ بحماس ِ
ذا دأبُهم دأبُ النّفاقِ وأهلهِ
لا يعبهون لمحنةٍ ومآسي
لا ينظرون إلى الضعيف وحاله
مهما يعاني من أسًى ويقاسي
بل ينظرون إلى القوي وإن هَذَى
لم ينعتوه بصبغة الدّلّاس
مهما يدلّس لم يجد من منكرٍ
لحديثه ومعاتبٍ في الناس
لو جاء والأنياب تقطر في دَمٍ
ويلوك أشلاءً على الأضراس
فكلامه درر على أسماعهم
وحروفه تسمو على الألماس
أمّا الضعيف كحالِ أمة يَعْرب
أقواله ثقلت على الجلّاس
لو حرفه من لؤلؤٍ وزبرجدٍ
فكلامه من خُردةٍ لنحاس
لن تبلغَ الأقوالُ أيَّ مسامع
مهما اشتكى من ظالم ويقاسي
ما كانتِ الأسماعُ تصغي والنهى
ونباله كُسِرت على الأقواس
والسيف ثلمٌ والزنود هزيلة ٌ
وثغوره تخلو من الحراس
الناس لم ترهب لصوت حمائمٍ
ناحت من الأحزان والوسواس
مرعوبة في عشها وذليلة
وتخاف إن سمعت صدى الأجراس
الناس تصغي حين يزأر ضرغمٌ
وأراها تصغي لصرخة الفرناس
والناس لا تصغي لمن أسيافهم
للرقص قد جُعلت وللأعراس
لم يصقلوها حينما كل الدنا
اسيافها صُقلت بألف مقاس
لكن سيوف عروبتي في غمدها
محبوسة ظلت بغير مساس
أكل الزمان شموخها فتثلمت
واحدودبت وخلت من الإحساس
فمتى تعود سيوفنا برّاقةً
وأسودُنا تعلو على الأفر
لتعيد أمسًا لم تزل أمجاده
بصدورنا مزروعةً كغراس
إن هبت الأنسام من ماضٍ لها
عبقت وراحت للقلوب تواسي
وتقول مهما قد تصحرت الرّبى
لا بدّ تُزهر بعد طول يباس
ابو جعفر الشلهوب