4 مارس, 2025 نحيب
روحي على التلة الغبراء تنتحبُ
والذكريات بمجرى مدمعي لهبُ
قلبي على كتف الأنقاض تسأله
سحائب الدمع .أين القوم قد ذهبوا؟
فتومئُ المدنُ الخرساء في وجعٍ
طواهمُ الموتُ حتى نالَهُ التعبُ
كانوا هناك نخيلًا في شوارعنا
حتى غزتنا رياحُ الغدر، والكُرَبُ
مروا كرامًا على الدنيا. تشيِّعهم
عين السماء.وما أحيا الرؤى العتبُ
كانوا حياةً تماهتْ في سنابلنا
نادتهمُ القممُ الخضراء والسحبُ
ما أوجعَ العيشِ والأرجاءُ خاويةٌ
ما أسودَ العمرِ إنْ لون الغياب أبُ
يا صبر أيوب أورقْ في مدى رئتي
فالهمُّ يزفرني و الحزنُ والرِّيَبُ
ويرسمونَ بلادي ألفَ خارطةٍ
يُرقِّعون ببعض العذر ما ارتكبوا
ترامبُ أرَّخ للتاريخ نكبتنا
ويدَّعي السلمَ. يُثني عزمَه العربُ
يا أيُّها الجشع المعتوه يا عفن
ماذا تندّد؟ ما تشري وما تهِبُ؟
والنتْنِ ياهو مباهٍ في جرائمهِ
فحلم سطوته بالدمِّ يُكتتبُ
مابين موتين قد خُيِّرت أيّهما
سهل رحيم إلى أحضانه أثِبُ
ملحٌ يُصَبُ على جرحي ويحفرهُ
نقشًا تسافر مع أنَّاته الندبُ
كم من جحيم صغاري فيه قد صهرتْ؟!
والصمتُ ينهش من لحمي ويحتطبُ
وما وهنتُ وما عرَّى الأسى جَلَدي
لكنَّه العار حين الحق ينقلبُ
حطّوا على مجمر الخذلان محرقتي
والعزم ينفث في أوتاده الغضبُ
تبَّا لعرْبٍ غدا الإذلالُ ديدَنهمْ
وارتدَّ صوتُ نعيقِ الغَربِ، والخُطَبُ
فليبزغ الفجرُ في أحداقنا. لمتى
تُظلِّلُ الحلمَ في أحراشِها الهدُبُ؟
حاشا بأنَّا نبيع الأرض. فانتبهوا
نحن الجبالُ، وملحُ الأرض، والعصبُ
فلتحذروا من سكون الماء واحترسوا
هذْيِ الصخور، فموج البحر مضطربُ
ياسمين العابد